وقد عبَّر النبيّ صلىاللهعليهوآله عن هذه الولاية بعدّة ألفاظ منها : « ولي ومولى » ، وهذين اللفظين قد صحّحهما أهل السنّة أيضاً ، ووردت بألفاظٍ أُخرى عند الفريقين ، ولكن أهل السنّة ضعّفوها ، مثل لفظ : « خليفة وأمير و... ».
وأمّا النقاش في اللفظين الصحيحين عند الفريقين ، فهما بالاتفاق بمعنى واحد ، وهو الولاية ، قال الفرّاء : والوليُّ والمولى واحدٌ في كلام العرب.
قال أبو منصور : من هذا قولُ سيّدنا رسول الله صلىاللهعليهوآله : « أيُّما امرأة نكحتْ بغير إذن مولاها » ، ورواه بعضهم : « بغير إذن وليِّها » لأنّهما بمعنى واحد.
وروى ابن سلام عن يونس قال : ... ومنه قول سيّدنا رسول الله صلىاللهعليهوآله : « من كنت مولاه فعلي مولاه » أي : مَنْ كنت وليُّه.
قال الزجاج : والولاية التي بمنزلة الإمارة مكسورة ... والوليُّ : ولي اليتيم الذي يلي أمره ، ويقوم بكفايته ، وولي المرأة : الذي يلي عقد النكاح عليها ، ولا يدعها تستبد بعقد النكاح دونه.
وقال ابن منظور : وليّ : في أسماء الله تعالى : الوليُّ هو الناصر ، وقيل : المتولّي لأُمور العالم والخلائق القائم بها ، ومن أسمائه عزّ وجلّ : الوالي ، وهو مالك الأشياء جميعها المتصرّف فيها.
وقال ابن الأثير : وكأنّ الولاية تُشعر بالتدبير والقدرة والفعل ، وما لم يجتمع ذلك فيها لم يطلق عليه اسم الوالي (١).
ومن هذا القول الأخير لابن الأثير تعلم الردّ على أهمّ إشكالاتهم حول الولاية ، بأنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله كان يجب عليه أن يقول « والي » ، وليس ولي أو مولى.
فاشتراط الفعل والقدرة على الولي كي يسمّى والياً ، غير متوفّر في الإمام علي عليهالسلام في زمان النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وهو صلىاللهعليهوآله على قيد الحياة ، فهو عليهالسلام لم يعمل ، ولم يباشر بالولاية في زمان النبيّ صلىاللهعليهوآله أبداً ، وهذا ما أشار إليه النبيّ صلىاللهعليهوآله في بعض الروايات بقوله : « بعدي ».
____________
١ ـ لسان العرب ١٥ / ٤٠٦.