وعن عوف بن أبي عثمان النهدي قال : قال رجل لسلمان : ما أشدّ حبّك لعلي! قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : « من أحبّ علياً فقد أحبّني ، ومن أبغض علياً فقد أبغضني » (١).
وهكذا ورد في علي بن أبي طالب كُلّ خير ، وفي موالاته كُلّ نجاة ، فهل حبّه الذي فرضه النبيّ صلىاللهعليهوآله علينا يعدّ غلوّاً وتجاوزاً ، أعيذك بالله أن تجعل ما فعله النبيّ صلىاللهعليهوآله غلوّاً وغير الحقّ ، وهكذا هو تعاملنا مع علي عليهالسلام لا يتجاوز ما أمرنا النبيّ صلىاللهعليهوآله في حبّه وولايته.
وأيضاً في قوله تعالى : ( وَمَن يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ) (٢) فعن ابن عباس قال : ( وَمَن يَتَوَلَّ اللهَ ) يعني يحبّ الله ، ( وَرَسُولَهُ ) يعني محمّداً ، ( وَالَّذِينَ آمَنُواْ ) يعني ويحبّ علي بن أبي طالب ، ( فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ) يعني شيعة الله ، وشيعة محمّد ، وشيعة علي هم الغالبون ، يعني العالون على جميع العباد ، الظاهرون على المخالفين لهم.
قال ابن عباس : فبدأ الله في هذه الآية بنفسه ، ثمّ ثنّى بمحمّد ، ثمّ ثلّث بعلي ، ثمّ قال : فلمّا نزلت هذه الآية قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : « رحم الله علياً ، اللهم أدر الحقّ معه حيث دار ».
____________
السنّة : ٥٩٤ ، السنن الكبرى للنسائي ٥ / ٤٦ و ١٠٨ و ١٧٣ ، خصائص أمير المؤمنين : ٤٩ و ٥٦ و ٦١ ، المعجم الكبير ٧ / ٣١ و ١٨ / ٢٣٧ ، دلائل النبوّة : ١٢٤ ، شرح نهج البلاغة ١١ / ٢٣٤ و ١٣ / ١٨٦ ، نظم درر السمطين : ٩٨ ، كنز العمّال ١٠ / ٤٦٨ و ١٣ / ١٦٢ ، فيض القدير ٦ / ٤٦٥ ، شواهد التنزيل ٢ / ٣٦ ، الثقات ٢ / ١٢ و ٢٦٧ ، الكامل في التاريخ ٥ / ٥٢ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٨٢ و ٨٨ و ٩٧ و ١١٨ و ١٢٣ ، تهذيب الكمال ٢٠ / ٤٨٥ ، تهذيب التهذيب ٧ / ٢٩٦ ، الإصابة ٤ / ٤٦٦ ، أنساب الأشراف : ٩٣ ، الجوهرة : ٦٨ ، تاريخ اليعقوبي ٢ / ٥٦ ، البداية والنهاية ٤ / ٢١١ و ٧ / ٢٥١ و ٣٧٢ ، السيرة النبوية لابن هشام ٣ / ٧٩٧ ، المناقب : ١٠٨ و ١٧٠ و ١٩٩ ، السيرة النبوية لابن كثير ٣ / ٣٥١ ، سبل الهدى والرشاد ٢ / ٣٢ و ١٠ / ٦٢ ، ينابيع المودّة ١ / ١٥٣ و ٢ / ٢٣١ و ٣٩٠ ، النهاية في غريب الحديث ٢ / ١٤٠ ، لسان العرب ١٠ / ٤٣٠ و ١٤ / ٣٥٢ ، تاج العروس ٧ / ١٣٣.
١ ـ المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٣٠ ، المناقب : ٧٠.
٢ ـ المائدة : ٥٦.