فالغلوّ : هو الارتفاع والتجاوز للحدّ ، وهو في كُلّ شيء بحسبه.
أمّا الغلوّ اصطلاحاً هو : تجاوز أشخاص البشر عن مقاماتها من حدّ العبودية إلى مقام الربوبية ، كما فعل أهل الكتاب بأنبيائهم ، كما في قوله تعالى : ( لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ ) (١) ، وهذا وارد بحقّ النصارى في عيسى عليهالسلام ، حين رفعوه من مقام النبوّة إلى مقام الربوبية والأُلوهية.
والغالي في الإسلام : الذي يقول في محمّد وآله عليهمالسلام بما لا يقولون : كأنّ يدّعي فيهم النبوّة والأُلوهية ، كالغلاة الذين قالوا بأُلوهية الإمام علي عليهالسلام ، فحكم فيهم بالقتل والتحريق بالنار ، وقضت الأئمّة عليهمالسلام عليهم بالإكفار ، والخروج عن الإسلام.
أمّا نحن الشيعة الإمامية الإنثا عشرية فلا ندّعي في أئمّتنا عليهمالسلام شيئاً من ذلك ، بل نقول فيهم كما قال الإمام علي عليهالسلام : « لا تتجاوزوا بنا العبودية ، ثمّ قولوا فينا ما شئتم ولن تبلغوا ... » (٢).
لذا تجدنا نقول في زيارتهم عليهمالسلام : السلام على عباد الله المكرمين ، السلام على عباد الله المخلصين.
____________
١ ـ المائدة : ٧٧.
٢ ـ الاحتجاج ٢ / ٢٣٣.