وهل أنّ قول الرسول بما معناه : بأنّ الوحي سينقطع من بعده ، هل كان يقصد به الوحي النبوي إن صحّ التعبير؟
ج : لا توجد عندنا روايات تنفي نزول الملائكة على فاطمة الزهراء عليهاالسلام ، بل العكس هناك روايات تثبت نزول الملائكة عليها عليهاالسلام وتكلّمها معها ، ومن هنا ورد في الروايات أنّ من ألقابها عليهاالسلام محدّثة ، أي أنّ الملائكة كانت تحدّثها بعد وفاة أبيها رسول الله صلىاللهعليهوآله.
وهذا ليس ببعيد ، بعدما نقل لنا القرآن الكريم نماذج من النساء تحدّثن وتكلّمن مع الملائكة ، وهن لسن بنبيّات ولا وصيّات ، وإنّما كنّ وليّات من أولياء الله ، منهن :
١ ـ مريم عليهاالسلام ، قال تعالى : ( وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ ) (١).
٢ ـ سارة عليهاالسلام ، قال تعالى : ( وَلَقَدْ جَاءتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى ... وَامْرَأَتُهُ قَآئِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَقَ وَمِن وَرَاء إِسْحَقَ يَعْقُوبَ قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللهِ ... ) (٢).
٣ ـ أُمّ موسى عليهماالسلام ، قال تعالى : ( وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ ... ) (٣).
والاعتقاد بنزول الملائكة على فاطمة الزهراء عليهاالسلام لا يعدّ غلوّاً ، ولا مبالغة في فضلها ، فهي عليهاالسلام سيّدة نساء العالمين من الأوّلين والآخرين ، وأفضل من مريم بنت عمران ، ومن سارة امرأة إبراهيم عليهالسلام ، ومن أُمّ موسى عليهماالسلام ، وقد ثبت بالنصوص القرآنية مشاهدتهن للملائكة وتكليمهن لهم ، فأيّ غلوّ في نسبة مثل ذلك لمن هي أفضل منهن؟
____________
١ ـ آل عمران : ٤٢.
٢ ـ هود : ٦٩ ـ ٧٣.
٣ ـ القصص : ٧.