أوّلاً : الظهور الأوّلي المتبادر من مفهوم الشفاعة ، هو شمولها لأهل المعاصي غير التائبين ، إذ إنّ التائب حقيقةً لا ذنب له ، فلا يحتاج إلى شفاعة في ذلك المورد.
مضافاً إلى أنّ بعض الروايات الواردة في المقام تصرّح بهذا المعنى ، قال صلىاللهعليهوآله : « إنّ شفاعتي لأهل الكبائر من أمّتي » (١).
ثانياً : إنّ شمول الشفاعة للعاصين يختلف باختلاف المعاصي والعصاة في كيفية صدور المعصية عنهم وكمّيتها ؛ فمنهم من تناله الشفاعة في بادئ الأمر ، ومنهم من لا يليق لهذه المكرمة إلاّ بعد مسّه النار وتطهيره ، ومنهم بين ذلك.
ثالثاً : بحسب الأدلّة النقلية فإنّ الشفاعة بمراتبها المختلفة مشروطة بوجود مؤهّلات ومواصفات في المشفوع لهم ، منها : التوحيد وعدم الشرك.
ومنها : الإسلام والإيمان.
ومنها : محبّة أهل البيت عليهمالسلام وعدم العداء لهم.
ومنها : عدم الاستخفاف بالصلاة.
ويدلّ على ذلك كُلّه الأخبار الواردة في المقام ، نذكر بعضها :
قال الإمام الصادق عليهالسلام : « إنّ المؤمن ليشفع لحميمه ، إلاّ أن يكون ناصباً ، ولو أنّ ناصباً شفع له كُلّ نبي مرسل وملك مقرّب ما شفعوا » (٢).
وقال الإمام الصادق عليهالسلام أيضاً : « لا ينال شفاعتنا من استخفّ بالصلاة » (٣).
____________
١ ـ المستدرك ٢ / ٣٨٢.
٢ ـ المحاسن ١ / ١٨٦.
٣ ـ الكافي ٣ / ٢٧٠ و ٦ / ٤٠١ ، تهذيب الأحكام ٩ / ١٠٧.