اتهمت بها بعض فرق الشيعة من قبل أعدائهم ، فإنّ خصومهم من العباسيين شنّوا حملة شعواء ، ودعايات مزيّفة ومضلّلة ضدّهم ، حتّى يجد الباحث أنّ الكتّاب والمؤلّفين المدعومين من قبل السلطات ، لا يألون جهداً في اتهامهم بأرخص التهم في العقيدة والعمل ، حتّى صارت حقائق راهنة في حقّ هؤلاء ، وتبعهم غير واحد من أصحابنا ، لحسن ظنّهم بما كتب حولهم » (١).
وقال تحت عنوان : العلويون وأصل التسمية بالنصيرية :
« إنّ هناك أقلاماً مغرضة ، حاولت أن تنسب العلويين المنتشرين في الشام والعراق وتركيا وإيران إلى فرقة النصيرية البائدة ، اعتماداً على أُمور ينكرها العلويون اليوم قاطبة.
وأظنّ أنّ السبب في ذلك هو جور السلطات الظالمة التي أخذت تشوّه صحيفة العلويين وتسودّها ، فأقامت فيهم السيف والقتل ، والفتك والتشريد ، ولم تكتفِ بل أخذت بالافتراء عليهم ، لتنفّر الناس من الاختلاط بهم ، وأنّهم زمرة وحشية هجمية ، ممّا زاد في انكماش هذه الطائفة على نفسها ، لذا نجد من المناسب الكتابة عنهم حسب ما كتبوه عن أنفسهم.
أمّا سبب تسمية العلويين بالنصيرية ، لأَنّه لما فتحت جهات بعلبك وحمص ، استمد أبو عبيدة الجرّاح نجدة ، فأتاه من العراق خالد بن الوليد ، ومن مصر عمرو بن العاص ، وأتاه من المدينة جماعة من أتباع علي عليهالسلام ، وهم ممّن حضروا بيعة غدير خم ، وهم من الأنصار ، وعددهم يزيد عن أربعمائة وخمسين ، فسمّيت هذه القوّة الصغيرة نصيرية ، إذ كان من قواعد الجهاد تمليك الأَرض التي يفتحها الجيش لذلك الجيش نفسه ، فقد سمّيت الأراضي التي امتلكها جماعة النصيرية : جبل النصيرية ، وهو عبارة عن جهات جبل الحلو ، وبعض قضاء العمرانية المعروف الآن ، ثمّ أصبح هذا الاسم علماً خاصّاً لكُلّ جبال العلويين من جبل لبنان إلى إنطاكية.
____________
١ ـ المصدر السابق ٨ / ٤٠٢.