بالله والاعتقاد بوحدانيته ، وأنّه لا إله إلاّ هو وحده لا شريك له ، وأنّه أرسل رسله بالهدى مبشّرين ومنذرين ، وإنّ آخرهم النبيّ محمّد صلىاللهعليهوآله مبعوث للبشر كافّة ، يحمل تعاليم السماء المتمثّلة بالقرآن الكريم.
وقد شرح الرسول صلىاللهعليهوآله ما خفي منه وما أجمل وبيّنه للناس ، وعلى الناس اتباعه واقتفاء أثره ، وقد نصب لهم إماماً بعده ، وأنّه الذي يرشد الناس على الخير والصلاح ، ويحافظ على شريعة السماء من الانحراف ، ويوضّح ما خفي منهما وما أُجمل ، وعلى المسلم القيام بتعاليم الإسلام من واجبات ومحرّمات ، فمن التزم بذلك بالإيمان بالله ورسوله وعمل ما فرض عليه ، وانتهى عمّا نهي عنه ، عند ذلك يكون إنساناً مسلماً مؤمناً مستحقّاً لدخول الجنّة.
وبقية الأُمور مسائل مصطنعة لا تمتّ بصلة إلى الإسلام أصلاً ، كالإيمان بالركن الرابع ، وكالإيمان بأنّ الأئمّة هم وجه الله ، وأنّهم حملة العرش ، وأنّهم يوجّه إليهم المسلم في صلاته ، وأنّهم يرزقون ويخلقون وإلى غير ذلك من المسائل ، التي لا ارتباط لها بتعاليم الإسلام الحنيف ، وهي مسائل خارجة خروجاً تامّاً عن جوهر الإسلام وحقيقته.
هذا هو الذي ينبغي للإنسان المسلم الالتزام به والاعتقاد به ، وأن يعيش الإسلام حقيقة واقعية تمارس حياته العملية اليومية ، بحيث يراها يجري معه في العبادة الخاصّة ، وفي المصنع والمعمل وفي الشارع وفي الدائرة ، يراه يتعايش مع كافّة جوانب الحياة التي هي كنهر جار لا يقف عند حدّ ، فعليه جعل الإسلام كذلك بحراً عذباً جارياً لا يقف عند حدّ وحدود ، ولا يجعلوه طقوس كهنوتية تتعايش بالرموز أو الألغاز أو المنامات الليلة ، والأحلام الخيالية ، وحصر الإسلام العظيم الذي فيه الخير للبشرية دنياً وآخرة حصره بمفاهيم وألغاز أقرب للشعوذة منها إلى الواقعية ، والتعامل معه كدين يعالج الروح أو يتعامل بعوالم الملكوت واللاهوت ، وما شابه ذلك من كلام لم ينزل به سلطاناً.