فكرة استخدام هذا المصطلح على الشيعة ، وقلّدهم الآخرون في ذلك ، فأطلقوا هذا المصطلح على كُلّ شيعي ، من هنا نشكّك في دعوى انتساب هذا المصطلح إلى التشيّع ، ومنه يمكننا إلغاء كُلّ ما تدّعينه في حقّ شيعة أهل البيت عليهمالسلام ، وتنسبين أقوال هؤلاء العلماء في حقّهم ، وهذا الكلام يؤيّده ما قاله إمام الشافعية :
إذا نحن فضّلنا علياً فإنّنا |
|
روافضُ بالتفضيل عند ذوي الجهلِ |
وقال كذلك :
إذا في مجلس ذكروا علياً |
|
وسبطيه فاطمة الزكية |
يقال تجاوزوا يا قوم هـذا |
|
فهذا من حديث الرافضية |
برئت إلى المهيمن من أُناسٍ |
|
يرون الرفض حبّ الفاطمية |
وقال كذلك :
قالوا ترفّضت قلت كلاّ |
|
ما الرفض ديني ولا اعتقادي |
لكن تولّيت غير شكّ |
|
خير إمامٍ وخير هادي |
إن كان حبّ الولي رفضاً |
|
فإنّني أرفض العبادِ (١) |
وهكذا فرّق الشافعي بين مصطلح التشيّع الذي هو ولاء علي وأولاده عليهمالسلام وبين مصطلح الرافضة الذي أطلقه النظام السياسي الحاكم على معارضيه ، ومن هنا فإنّ الذي تذكرينه عن الشافعي لا يستقيم.
أمّا ما تذكرينه عن مالك في حقّ الشيعة ، فلم يثبت في مصدر يعوّل عليه ، ولم تذكرين لنا المصدر الذي تأخذين هذا القول عنه ، ويستحيل أن ينسب مالك هذا الكلام لشيعة أهل البيت عليهمالسلام.
____________
١ ـ نظم درر السمطين : ١١١.