ورجع الحسين إلى المخيم منكسراً حزيناً باكياً يكفكف دموعه بكمه ، وقد تدافعت الرجال على مخيمه ، فنادى :
أما من مغيث يغيثنا؟!
أما من مجير يجيرنا؟!
أما من طالب حق ينصرنا؟
أما من خائف من النار فيذب عنا؟
فأتته سكينة وسألته عن عمها فأخبرها بقتله.
وسمعته زينب فصاحت : وا أخاه وا عباساه وا ضيعتنا بعدك!
وبكين النسوة وبكى الحسين معهن وقال عليهالسلام : وا ضيعتنا بعدك.
فمشى لمصرعه الحسين وطرفه |
|
بين الخيام وبينه متقسم |
الفاه محجوب الجمال كأنه |
|
بدر بمنحطم الوشيج ملثم |
فأكب منحنياً عليه ودمعه |
|
صبغ البسيط كأنّما هو عندم |
قد رأم يلثمه فلم ير موضعاً |
|
لم يدمه عض السلاح فيلثم |
نادى وقد ملأ البوادي صيحة |
|
صم الصخور لهولها يتألم |
أأخي يهنيك النعيم ولم أخل |
|
ترضى بأن أرزى وأنت منعم |
أأخي من يحمي بنات محمد |
|
إذ صرن يسترحمن من لا يرحم |
ما خلت بعدك أن تشل سواعدي |
|
وتكف باصرتي وظهري يقصم |
لسواك يلطم بالأكف وهذه |
|
بيض الظبى لك في جبيني تلطم |
ما بين مصرعك الفظيع ومصرعي |
|
إلا كما أدعوك قبل وتنعم |
هذا حسامك من يذل به العداء |
|
ولواك هذا من به يتقدم |
هونت يا ابن أبي مصارع فتيتي |
|
والجرح يسكنه الذي هو آلم |