ثم لما مات إبراهيم عليهالسلام ولده بعده قال : إلحق ـ يا بني ـ بفرطنا عثمان ابن مضعون.
ولما ماتت زينب ابنته عليهاالسلام قال : إلحقي بسلفنا الخير عثمان بن مضعون.
وإنّما استطردنا في ذكر عثمان شيئاً ما إمتثالاً للمولى أمير المؤمنين عليهالسلام الذي سمّى ولده باسمه ، ونعود إلى عثمان ابن أمير المؤمنين عليهالسلام.
قال أهل السير : لما قتل عبد الله بن علي دعا العباس عثمان وقال له : تقدّم يا أخي ، كما قال لعبد الله ، فتقدم إلى الحرب يضرب بسيفه ويقول :
إني أنا عثمان ذو المفاخر |
|
شيخي علي ذو الفعال الطاهر |
فرماه خولي بن يزيد الأصبحي بسهم فأوهطه (١) حتى سقط لجنبه ، فجاءه رجل من بني أبان بن درارم فقتله واحتز رأسه (٢).
قال الامام المنتظر ـ عجل الله تعالى فرجه ـ في زيارة الناحية :
السلام على عثمان بن أمير المؤمنين سمّي عثمان بم مضعون ، لعن الله راميه بالسهم خولي بن يزيد الأصبحي الأيادي والاباني الدارمي.
وجاء في زيارته أيضاً :
السلام عليك يا عثمان بن علي بن أبي طالب ورحمة الله وبركاته ، فما أجل قدرك ، وأطيب ذكرك ، وأبين أثرك ، وأشهر خيرك ، وأعلى مدحك ، وأعظم مجدك ... (٣).
واللائح من هذه الفقرات أن عثمان عليهالسلام كان عالماً عارفاً فقيهاً خلوقاً بحيث استحق هذه الصفات النادرة والمدائح التي لا يستحقها إلّا من كان جديراً بها.
وجلالة القدر وطيب الذكر وبيان الأثر وشهرة الخير وعلو المدح وعظمة المجد
__________________
(١) أوهطه : أضعفه وأثخنه بالجراحة وصرعه صرعة لا يقوم منها.
(٢) إبصار العين : ٣٥.
(٣) البحار ٩٨ / ٢٤٥ باب ٣٥.