في ولائهم ممحضة في مودتهم ، ولها عندهم الجاه الوجيه والمحل الرفيع ، وقد زادتها زينب الكبرى بعد وصولها المدينة تعزيها بأولادها الأربعة كما كانت تزورها أيام العيد (١).
ويقال : لمّا دخل بشير إلى المدينة ناعياً الحسين عليهالسلام وخرج الرجال والنساء وخرجت من جملتهن أم البنين ، فلما سمعت بقتل الحسين عليهالسلام خرّت مغشياً عليها ، وحبى عائلة الحسين عليهالسلام إلى المنازل ، فقالت زينب عليهاالسلام : لا أريد أحداً يدخل عليّ في هذا اليوم إلّا من فقدت لها عزيزاً في كربلاء ، وجلست في منزلها وجعلت فضة على الباب.
فلما أفاقت أم البنين عليهاالسلام من غشيتها سألت عن الحوراء زينب وعن العائلة فأخبروها بذلك ، فبينما هنّ في البكاء والعويل وإذا بالباب تطرق.
فقالت فضة : من بالباب فانّ سيدتي زينب لا تريد أحداً يدخل عليها إلّا من فقدت لها عزيزاً في كربلاء.
فقالت : قولي لسيدتك زينب إنّي شريكتها في هذا العزاء وأريد أن أدخل عليها لأساعدها فاني مثلها في المصاب.
فلما أخبرت فضة زينب قالت : سليها من هي التي تكون مثلي في المصاب ، ثم قالت : إن صدق ظني فانها أم البنين عليهاالسلام.
فرجعت فضة وقالت لها : تقول سيدتي من أنت التي مثلها في المصاب؟
قالت : إني الثاكلة أم المصيبة العظمى.
قالت : أوضحي لي؟
قالت : الحزينة صاحبة الفاجعة الكبرى.
قالت : أوضحي لي من تكونين؟
__________________
(١) العباس عليهالسلام (للمقرم) : ٧٢.