وآل البيت عليهمالسلام فكانت ـ كما مر قبل قليل ـ تحمل عبيد الله بن العباس وتخرج إلى البقيع تقيم المآتم على قتيل العبرات ، وتندب أولادها أشجى ندبة ، وتتمنى لو كان الحسين حياً وتموت هي وأولادها ومن على الأرض فداءً له ، وكانت تتوخى من وراء ذلك :
١ ـ إقامة المآتم على سيد الشهداء وريحانة الرسول وتعظم شعائر الله.
٢ ـ تعلن للملأ عن شجاعة الحسين وأولادها ومظلوميتهم وتفخر بهم على التاريخ.
٣ ـ تشرح أحداث كربلاء وما وقع فيها من ظلامات لآل النبي صلىاللهعليهوآله وفجائع يخجل منها كل مخلوق ، وتصيغ ذلك بأسلوب الندبة العاطفي ، وتعلن بذلك عن اعتراضها على الوضع القائم وحكومة الطاغوت.
٤ ـ تفضح الحكام الظلمة الذين تسلطوا على مقدارات الأمة وحاولوا تضليل الناس ، وقلب الحقائق على مرّ التاريخ ، فكانت أم البنين عليهاالسلام تبين الحق والحقيقة من خلال ذلك.
٥ ـ تحرض الناس ضد بني أمية وأذنابهم وتطالب بدماء الأحراء من آل البيت عليهمالسلام.
٦ ـ وكانت تخرج إلى البقيع ـ مع أن قبر العباس وأخوته في كربلاء ـ ليجتمع الناس هناك ويتذكرون مظالم الحسن وريحانة النبي صلىاللهعليهوآله الصديقة الطاهرة وتعيد لهم ذكرياتهم مع النبي صلىاللهعليهوآله هناك وتذكرهم بمواقف المسلمين في صدر الاسلام في الذبّ عن النبي صلىاللهعليهوآله وقد ضمتهم الآن هذه المقبرة المقدسة.
٧ ـ وكانت تحمل معها عبيد الله بن العباس ـ حفيدها ـ باعتباره كان موجوداً في يوم الطف فهو شاهد عيان ودليل وبرهان حي يروي لهم ولمن سيأتي من الأجيال ويجتمع له أترابه والكبار والصغار ....