الأنفس ؛ وذلك لكثرة المواكب المنطلقة ذلك اليوم ، فتساءل السائق قائلاً : ماذا حدث؟ لماذا كلّ هذا الزحام؟
فقلت له : ألست مسلماً؟! ألا تدري أنّ اليوم هو اليوم التاسع من المحرم ، وهو يوم عزاء أهل البيت عليهمالسلام ومصابهم.
قال : كلا أنا مسيحي.
قلت : اليوم هو يوم العباس عليهالسلام.
قال : نعم أنا أعرف أبا الفضل العباس جيداً ، واستطرد قائلاً :
كنت عقيماً محروماً من نعمة الولد ، وبعد زمان رزقت ولداً إلّا أنّه كان مشلولاً مقعداً ، فصرفت كلّ ما عندي وبعت بيتي وسيارتي وأنفقتها في علاجه دون نتيجة.
وفي ذات ليلة دخلت بيتي ـ وكنت مستأجراً أسكن مع صاحب الدار ـ فرأيت زوجتي تبكي فقلت لها : ماذا حدث؟
قالت : إنّ صاحبة الدار دعتني للحضور على سفرة أم البنين عليهاالسلام.
قلت : من هي أم البنين؟
فشرحت لي ما سمعته عنها ثم قالت : لقد أخذت ولدي وأجلسته على سفرة أم البنين عليهاالسلام ، فتعال نجلس هذا الطفل في حجرنا هذه الليلة ونتوسل بأبي الفضل العباس معاً.
وبالفعل اتفقنا وفعلنا ذلك حتى أخذنا التعب ، فتركنا الصبي لحاله واضجعنا في الايوان (البلكون) ، وفي منتصف الليل رأيت ـ بهذه عيني ـ الطفل وقد قام معتمداً على رجليه وأخذ يركض ، ففزعت وصرخت به : ماذا حدث؟
قال : من هذا السيد الفارس الذي جاءني؟
هذه هي معجزة أبي الفضل العباس عليهالسلام التي رأيتها بعيني فكيف لا أعرفه؟!
* * *