وكلما حاولت أن أعرف السبب لم أعرفه ، وهممت بالدخول مراراً فمنعت أشد المنع ، وحيل بيني وبين دخول الحرم حتى وصل بي الأمر إلى التوسل والبكاء على رغم عزة دمعتي وندرتها ـ كما تعلمون ـ حتى أضناني التعب والاجهاد ، ولما لم أجد نتيجة توسلت هذه المرة بالحارس ورجوته أن يذهب إلى سيدي أبي الفضل ويسأله عن سبب منعي من الدخول إلى حرمه؟!
ذهب الحارس برهة ثم رجع وقال : يقول لك سيدي أبو الفضل : لماذا رفضت زيارة قبر أُمي وتعاليت عليها؟ فاني لا آذن لك بالدخول حتى تقصدها وتزورها.
فاستيقظت لهول الرؤيا فزعاً وذهبت إلى البقيع مسرعاً وبدون شعور لزيارة قبر السيدة الطاهرة أُم البنين ، والاعتذار إليها عما صدر مني من التقصير تجاهها ، والتوسل إليها لتشفع لي عند ولدها ليعفو عني ويقبلني ، وها أنا قد رجعت من عندها تواً كما ترون. سلام الله عليهم أجمعين (١).
__________________
(١) ذكرياتي للشاكري ٢ / ١١٧.