لما أتى بشر ينعاهم ويندبهم |
|
اليك لم تنفجر بالدمع عيناك |
وقلت قولتك العظمى التي خلدت |
|
إلى القيامة باقٍ عطرها الزاكي |
أفدي بروحي وأبنائي الحسين إذا |
|
عاش الحسين قرير العين مولاك |
وقال السيد محمد كاظم الكفائي :
أم على أشبالها أربع |
|
جاءت لبشر وبه تستعين |
وتحمل الطفل على كتفها |
|
تستهدي فيه خبر القادمين |
ملهوفة مما بها من أسى |
|
ترى بذاك الجمع شيئاً دفين |
فقال يا أم ارجعي للخبا |
|
وابكي بنيك قتلوا أجمعين |
فما انثنت وما بكت أمهم |
|
وخاب منه ظنه باليقين |
كأنّها الطود وما زلزلت |
|
وحق أن تجري لهم دمع عين |
فقال يا أم البنين اعلمي |
|
بأن عباساً قتيلاً طعين |
قالت طعنت القلب مني فقل |
|
النفس والدنيا وكل البنين |
نمضي جميعاً كلنا للفنا |
|
نكون قرباناً فدىً للحسين |
وقال الشيخ محمد علي اليعقوبي :
وإن أنسى لا أنسى أم البنين |
|
وقد فقدت ولدها أجمعا |
تنوح عليهم بوادي البقيع |
|
فيذرى الطريد (١) لها الأدمعا |
ولم تسل من فقدت واحداً |
|
فما حال من فقدت أربعا |
اغرورقت عين وزيرة بالدموع ، ومن ثم هملت وأجهشت بالبكاء ، وانتهى الخطيب من نياحته ودعا للحاضرين والغائبين وللمرضى وغيرهم كالعادة ، وفرشت
__________________
(١) يقصد مروان لعنه الله.