فقلت له : إنّ توقفي في مراكش سيكون لوقت محدود جداً ، وإني أريد العبور من مطارها إلى مقصدي ، وإنّي لا أريد الخروج من صالة الترانزيت ، ولا أقصد دخول البلد.
فقال : القانون لا يسمح بذلك.
فقلت له : إنّي قد أخذت نفس هذه الرحلة في شهر رمضان ولم أحتج إلى تاشيرة ترانزيت ، كما تقول ، وقد دخلت مطار الدار البيضاء بدون تأشيرة.
فقال : أجل ؛ لم يكن دخولك قانوني ، فالقانون لا يسمح بذلك.
قلت : طيب لم يبق الآن إلى محرم الحرم إلّا يومين ، وإنّي على موعد هناك.
فقال : أجل ؛ هذه مشكلتك ولا تعنيني بحال.
ولا يخفى فانّ هذا المسؤول كان معانداً .. متعصباً .. جافاً .. بحيث آيست تماماً من المحاولة معه ، ولكن في هذه اللحظة أدركتني الرحمة ، فألهمت أن أقرأ سورة الفاتحة وأهديها إلى روح أم البنين عليهاالسلام ؛ لأنّ تلك السيدة العظمى من أبواب الله ، فشرعت في قراءة الفاتحة ، والناس يصعدون إلى الطائرة ، فلما وصلت إلى قوله تعالى ( ولا الضّالّين ) إلتفت إليّ المسؤول ، وكان جالساً إلى جنبي وقال : أين أمتعتك؟
فقلت : إنّها في الطائرة ؛ لأني حولتها من طهران إلى غرب أفريقيا.
فلما سمع أن أمتعتي في الطائرة ترك عناده وإنحل لجاجه قال :
اذن تفضل واصعد إلى الطائرة.
فذهبت أرتدي ملابسي ، وأعدّ هو بطاقة الصعود إلى الطائرة ، وكانت بطاقتى على الدرجة السياحية (العادية) ، فوجدت أنّ بطاقة الصعود كانت لمقعد في الدرجة الأولى.
نعم ؛ هكذا هي نتيجة التوسل بأم البنين عليهاالسلام.