ظاهره أنّه بيان لموارد صرف الفىء المذكور في الآية السابقة مع تعميم الفيء لفيء أهل القرى أعم من بني النضير وغيرهم.
وقوله : (فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ) أي منه ما يختص بالله ، والمراد صرفه وانفاقه في سبيل الله ما يراه الرسول ، ومنه ما يأخذه الرسول لنفسه.
وقوله : (وَلِذِي الْقُرْبَىٰ) المراد بذي القربى قرابة النبي صلىاللهعليهوآله ، ولا معنى لحمله على قرابة عامة المؤمنين ، وهو ظاهر.
والمراد باليتامى الفقراء منهم كما يشعر به السياق ، وإنّما أفرد وقدّم على «المساكين» مع شموله له للاعتناء بأمر اليتامى.
وقد ورد عن أئمة أهل البيت عليهمالسلام أنّ المراد بذي القربى أهل البيت ، واليتامى والمساكين وابن السبيل منهم.
وفي المجمع : روى المنهال بن عمر عن علي بن الحسين عليهالسلام قلت : وقوله : (وَلِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ) قال : هم قربانا ومساكيننا وأبناء سبيلنا (١).
وروى ابن بابويه عن أبي سعيد الحذري قال : لما نزلت (فَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ) قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا فاطمة لك فدك.
وعن علي بن الحسين عليهالسلام قال : اقطع رسول الله صلىاللهعليهوآله فاطمة عليهاالسلام فدك.
وعن ابان بن تغلب عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : قلت : كان رسول الله صلىاللهعليهوآله أعطى فاطمة عليهاالسلام فدك؟
قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوآله وقفها ، فأنزل الله ـ تبارك وتعالى ـ (فَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ) فأعطاها رسول الله صلىاللهعليهوآله حقها.
__________________
(١) أنظر : الميزان ١٩ / ٢١١ ذيل الآية الشريفة.