(وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ) ولم يدر رسول الله صلىاللهعليهوآله من هم ، فراجع في ذلك جبرائيل عليهالسلام ، وراجع جبرائيل ربّه ، فأوحى الله : أن إدفع فدك إلى فاطمة عليهاالسلام.
فدعاها رسول الله فقال لها : يا فاطمة إنّ الله أمرني أن أدفع اليك فدك.
فقالت : قد قبلت يا رسول الله من الله ومنك ... (١).
وروى الثعلبي في «كشف البيان» وجلال الدين السيوطي في الجزء الرابع من تفسيره عن الحافظ ابن مردويه أحمد بن موسى المفسر المتوفى سنة (٣٥٢ هـ) ، وعن أبي سعيد الحذري ، وكذلك روى الحاكم الحسكاني ، وابن كثير عماد الله بن إسماعيل بن عمر الدمشقي فقيه الشافعية في تاريخه ، والشيخ سليمان القندوزي البلخي الحنفي في الباب «٣٩» من ينابيع المودة عن تفسير الثعلبي ، وجمع الفوائد ، وعيون الأخبار : أنّه لما نزل قوله : (وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ) أعطى رسول الله صلىاللهعليهوآله فاطمة فدك.
فلم يزل وكلاؤها فيها حياة رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وكانت تأخذ من غلتها مقدار القوت وتنفق الباقي في سبيل الله بين فقراء بني هاشم وغيرهم.
وفي عيون الأخبار في حديث : .. قول الله (وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ) خصوصية خصهم الله العزيز الجبار بها ، واصطفاهم على الأمة ، فلمّا نزلت هذه الآية على رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : ادعو لي فاطمة.
فدعيت له فقال صلىاللهعليهوآله : يا فاطمة.
قالت : لبيك يا رسول الله.
فقال : هذه فدك هي مما لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب ، وهي لي خصة دون المسلمين ، فقد جعلتها لك لما أمرني الله به ، فخذيها لك ولولدك (٢).
__________________
(١) تفسير نور الثقلين ٤ / ١٧٣ ح ١٥٨.
(٢) تفسير نور الثقلين ٤ / ١٧٤ ح ١٥٦ ، ولأمير المؤمنين عليهالسلام احتجاجات كثيرة في قضية فدك فمن شاء فليراجع في الاحتجاج للطبرسي.