حفيده ، فعوّضه الله عن تلك التضحية ولداً فذاً فريداً عقمت عن مثله النساء كأمير المؤمنين علي عليهالسلام ، فانك لا ولم ولن تجد له نداً قط. فقد آمن بالنبي ورسالته وهو في العاشرة من عمره ، فنال وسام «أول من آمن» ، وشارك النبي صلىاللهعليهوآله في كل مواقفه وأيامه ومصائبه ومحنه ، وكان عضده وحامل رايته وسيفه الذي أقام به أسس رسالته ، وشيّد بيده أركان دينه ، ولم يتخلف عنه في موقف مهما كان صغيراً أو كبيراً.
فدخل معه الشعب وتحمل ما تحمل معه هناك من مضايقات ومصاعب ، وختم جهاده في مكة بعد ثلاثة عشر عاماً بالفداء ليلة المبيت حيث فدى النبي صلىاللهعليهوآله بنفسه وشراها الباري منه بأغلى ثمن ، وأنزل فيه قرآناً يتلى إلى يوم القيامة.
ثم هاجر معه إلى المدينة فكان هناك السبّاق إلى المكرمات والمضحي الأول الذي ذبّ الكرب عن وجه رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فكان المقدام الذي اقتحم غمار الموت في كلّ حروب النبي صلىاللهعليهوآله وغزواته من أجل ترسيخ دعائم الدين الحنيف.
وبعد ذلك كلّه دعا الله مخلصاً أن يؤتيه ولداً شجاعاً وفياً ينصر ابن بنت نبيه كما نصر هو بنفسه النبي صلىاللهعليهوآله فأتاه الله «العباس بن علي عليهالسلام». فكان ناصراً ومعيناً لأبي عبد الله الحسين عليهالسلام.
* * *