وروى ابن كثير من حديث أبي بكر وعمر وعثمان وعبد الله بن مسعود ومعاذ بن جبل وعمران بن حصين وأنس وثوبان وعائشة وأبي ذر وجابر أن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : «النظر إلى وجه علي عبادة».
وعن عائشة «ذكر علي عبادة» (١).
قال المناوي في فيض القدير : ... النظر إلى علي أمير المؤمنين عليهالسلام عبادة : أي رؤيته تحمل النطق بكلمة التوحيد ، لما علاه من سيماء العبادة.
قال الزمخشري عن ابن العربي : إذا برز قال الناس : لا إله الا الله ما أشرق هذا الفتى؟! ما أعلمه؟! ما أكرمه؟! ما أحلمه؟! ما أشجعه؟! فكانت رؤيته تحمل النطق بالعبادة فيالها من سعادة (٢).
وقال المناوي : وكان عمر يتعوذ من كلّ معضلة ليس لها أبو الحسن ، ولم يكن أحد من الصحب يقول : «سلوني» إلا هو ....
وأخرج أحمد أن عمر أمر برجم امرأة فمر بها علي فانتزعها فأخبر عمر فقال : ما فعله إلّا لشيء ، فأرسل اليه فسأله.
فقال : أما سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : رفع القلم عن ثلاث ... الحديث؟
قال : نعم.
قال : فهذه مبتلاة بني فلان فلعله أتاها وهو بها.
فقال عمر : لو لا علي هلك عمر.
واتفق له مع أبي بكر نحوه ـ أي أن أبا بكر كان يقول أيضاً ـ لولا علي لهلك أبو بكر.
فأخرج الدار قطنى عن أبي سعيد أنّ عمر كان يسأل علياً عن شيء فأجابه فقال عمر : أعوذ بالله أن أعيش في قوم ليس فيهم أبو الحسن.
__________________
(١) البداية والنهاية المجلد الرابع / الجزء السابع : ٣٧١.
(٢) فيض القدير ٦ / ٢٩٩.