المواضع ، نحو عطش وعطشان وصد وصديان وعجل وعجلان ، ثم حمل فعل فى بعض المواضع فى الجمع على فعلان ، فقيل فى جمع وجع وحبط : وجاعى وحباطى ، حملا على نحو سكران وسكارى وغرثان وغراثى ، ثم شارك أيمّ ويتيم باب فعل من حيث المعنى لأن الأيمة واليتم لا بد فيهما من الحزن والوجع ، ويقربان أيضا منه من حيث اللفظ ، فجمع على أيامى ويتامى ، فهما محمولان على فعل المحمول على فعلان ، وفى الكشاف : أصل أيامى ويتامى يتائم وأيائم فقلب (١) ، وليس بوجه ؛ لأن إبدال الياء ألفا فى مثله نحو
__________________
(١) قال جار الله الزمخشرى فى أول تفسير سورة النساء من الكشاف : «فأن قلت : كيف جمع اليتيم وهو فعيل كمريض على يتامي؟ قلت : فيه وجهان : أن يجمع على يتمى كأسرى ، لأن اليتم من وادى الآفات والاوجاع ، ثم يجمع فعلى على فعالى كأسارى ، ويجوز أن يجمع على فعائل لجرى اليتيم مجرى الأسماء نحو صاحب وفارس ، فيقال يتائم ثم يتامى على القلب» اه
وقال فى تفسير سورة النور : «الأيامي واليتامى أصلهما أيائم ويتائم فقلبا ، والأيم للرجل والمرأة ، وقد آم وآمت وتأيما ؛ إذا لم يتزوجا ، بكرين كانا أو ثيبين ، قال :
فإن تنكحى أنح وإن تتأيّمى |
|
وإن كنت أفتى منكم أتأيّم |
وعن رسول الله صلىاللهعليهوسلم : اللهم إنا نعوذ بك من العيمة والغيمة والأيمة والكزم والقرم» اه وقد تبعه على ذلك فى الموضعين القاضى البيضاوى فى تفسيره ، وقال العلامة الشهاب في حاشيته على تفسير البيضاوى فى تفسير سورة النساء : «وجمع على يتامى وإن لم يكن فعيل يجمع على فعالى ، بل على فعال وفعلاء وفعل وفعلى ، نحو كرام وكرماء ونذر ومرضى ، فهو إما جمع يتمى جمع يتيم إلحاقا له بباب الآفات والأوجاع ، فأن فعيلا فيها يجمع على فعلى ، ووجه الشبه ما فيه من الذل والانكسار المؤلم ، وقيل : لما فيه من سوء الأدب المشبه بالآفات ، كما جمع أسير على أسرى ثم على أسارى ـ بفتح الهمزة ، أو هو مقلوب يتائم ، فان فعيلا الاسمى يجمع على فعائل كأفيل وأفائل ، وقل ذلك فى الصفات