وقد يجرى الوصل مجرى الوقف والغالب منه فى الشعر للضرورة الداعية إليه ، قال :
١١٦ ـ لمّا رأى أن لادعه ولا شبع |
|
مال إلى أرطاة حقف فالطجع (١) |
وربما جاء فى غير الشعر نحو ثلاثه اربعه ، وكذا جميع الأسماء المعددة تعديدا كما ذكرنا ، وذلك واجب فيها كما مر ، وقوله تعالى : (لكِنَّا هُوَ اللهُ رَبِّي) فى قراءة ابن عامر ، وقوله تعالى (كِتابِيَهْ) و (حِسابِيَهْ) وصلا كما فى بعض القراءات ، وقوله تعالى : (أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ) بإثبات ألف «أنا»
قال : «المقصور : ما آخره ألف مفردة كالعصا والرّحى ، والممدود ما كان بعدها فيه همزة كالكساء ، والرّداء ؛ والقياسىّ من المقصور ما يكون قبل آخر نظيره من الصّحيح فتحة ، ومن الممدود ما يكون ما قبله ألفا ؛ فالمعتلّ اللّام من أسماء المفاعيل من غير الثّلاثىّ المجرّد مقصور ، كمعطى ومشترى ؛
__________________
(١) هذا بيت من الرجز لمنظور بن مرثد الأسدى ، وقد استشهد به كثير من النحاة منهم الزمخشرى وابن جنى وابن هشام والمرادى ، وقبله :
يا ربّ أبّاز من العفر صدع |
|
تقبّض الذّئب إليه واجتمع |
والأباز : العداء ، وفعله أبز من باب ضرب ، تقول : أبز الظبى يأبز ، إذا عدا. والعفر : جمع أعفر ، وهو الأبيض الذى ليس بشديد البياض. والصدع : الخفيف اللحم. وتقبض : انزوى وانضم. والدعة : خفض العيش ، والتاء فيه بدل من الفاء الذاهبة فى أوله. والأرطاة واحدة الأرطى ، وهو شجر من شجر الرمل. والحقف ـ بكسر الحاء وسكون القاف ـ : التل المعوج. والطجع : أصله اضطجع ، فأبدل الضاد لاما ، ويروى «فاطجع» بابدال الضاد طاء ، ويروى «فاضجع» بابدال الطاء ضادا ، ويروى «فاضطجع» على الأصل. والاستشهاد بالبيت فى قوله «ألادعه» حيث أبدل التاء هاء فى الوصل إجراء له مجرى الوقف.