تركيب آخر ، كما فى ثرّة وثرثار ، ودمث ودمثر (١) ، كما يجىء ، وكذا يقول فى فحجل : إنه فعلل كجعفر ، وهو بمعنى الأفحج : أى الذى يتدانى صدرا قدميه ويتباعد عقباهما ، والطيسل والطيس : الكثير من كل شىء ، وكل ذلك تكلف منه ، والظاهر زيادة اللام فى جميع ذلك ؛ فإن زيادتها ثابتة مع قلتها ، كما فى زيدل وعبدل ، بمعنى زيد وعبد ، وليس كذا نحو دمث ودمثر ؛ إذ زيادة الراء لم تثبت فألجئنا إلى الحكم بأصالتها
قال : «وأمّا الهاء فكان المبرّد لا يعدّها ولا يلزمه نحو اخشه فإنّها حرف معنى كالتّنوين وباء الجرّ ولامه وإنّما يلزمه [نحو] أمّهات ونحو * أمّهتى خندف والياس أبى (٢) * وأمّ فعل بدليل الأمومة ، وأجيب بجواز
__________________
زائدة ، ويكون وزنها فيعلة ، لأن زيادة الياء ثانية أكثر من زيادة اللام ، وتكون الياء فى فيشة عينا فيكون اللفظان مفترنين والأصلان مختلفين ، ونظير هذا قولهم : رجل ضياط (بفتح أوله وتشديد ثانيه) وضيطار (بفتح أوله)» اه كلامه. والضياط : المتمايل فى مشيته ، وقيل الضخم الجنبين العظيم الاست ، والضيطار بمعناه ، ووزن ضياط فعال ، من ضاط الرجل يضيط ضيطا ، والضيطار فيعال من ضطر ، فالأصلان مختلفان والمعنى واحد
(١) انظر (ص ٣٥٠ من هذا الجزء)
(٢) البيت من مشطور الرجز ، وهو لقصى بن كلاب جد النبى صلىاللهعليهوسلم وقبله :
إنّى لدى الحرب رخىّ اللّبب |
|
عند تناديهم بهال وهب |
* معتزم الصّولة عالى النّسب* |
والرخى : المرتخى. واللبب : ما يشد على ظهر الدابة ليمنع السرج والرحل من التأخر ، وارتخاء اللبب إنما يكون من كثرة جرى الدابة ، وهو كناية عن كثرة مبارزته للأقران. وهال : اسم فعل تزجر به الخيل. وهب : اسم فعل تدعى به الخيل ، والصولة : من قولهم : صال الفحل صولة ؛ إذا وثب على الابل يقاتلها ،