أما سائر الصفات المذكورة فلمشابهتها للفعل لفظا أيضا تتعدّى فى العمل إلى غير مخصّص تلك الذات المدلول عليها من الحال والظرف وغيرهما.
فان قيل : فاسم الزمان والمكان أيضا نحو المضرب والمقتل واسم الآلة يدلان على ذات غير معينة موصوفة بصفة معينة ؛ إذ معنى المضرب مكان أو زمان يضرب فيه ، ومعنى المضرب آلة يضرب بها ، فهلّا رفعا ما يخصص تينك الذاتين أو ضميره.
فيقال : صمت يوما معطشا : أى معطشا هو ، وصمت يوما معطشا نصفه ، وسرت فرسخا معسفا : (١) أى معسفا هو ، وسرت فرسخا معسفا نصفه.
فالجواب أن اقتضاء الصفة والمنسوب لمتبوع يخصّص الذات المبهمة التى يدلّان عليها وضعىّ بخلاف الآلة واسمى الزمان والمكان فانها وضعت على أن تدل على ذات مبهمة متصفة بوصف معين غير مخصصة بمتبوع ولا غيره ، فلما لم يكن لها مخصص لم تجر عليه ، ولم ترفعه ، ولم تنصب أيضا شيئا ، لأن النصب
__________________
فاعذر أخاك ابن زنباع فإنّ له |
|
فى النّائبات خطوبا ذات ألوان |
يوما يمان إذا لاقيت ذا يمن |
|
وإن لقيت معدّيّا فعدنانى |
لو كنت مستغفرا يوما لطاغية |
|
كنت المقدّم فى سرّى وإعلانى |
لكن أبت لى آيات مطهّرة |
|
عند الولاية فى طه وعمران |
ولم يشرح البغدادى هذا البيت فى شرح شواهد الشافية وقد ذكر قصة عمران وأبياته فى شرح شواهد الكافية (ش ٣٩٧)
انظر خزانة الأدب (٢ : ٤٣٥ ـ ٤٤١) وكامل المبرد ح ٢ ص ١٠٨ وما بعدها)
(١) المعسف : اسم مكان من العسف ، وهو الأخذ فى غير الجادة ، وأصله السير على غير الطريق ، وبابه ضرب