قال : «وإبدال تاء التّأنيث الاسميّة هاء فى نحو رحمة على الأكثر ، وتشبيه تاء هيهات به قليل ، وفى الضّاربات ضعيف ، وعرقات إن فتحت تاؤه فى النّصب فبالهاء ، وإلّا فبالتّاء ، وأمّا ثلاثة اربعة فيمن حرّك فلأنّه نقل حركة همزة القطع لمّا وصل ، بخلاف ألم الله فإنّه لمّا وصل التقى ساكنان».
أقول : لا خلاف فى تاء التأنيث الفعلية أنها فى الوقف تاء ، وفى أن أصلها تاء أيضا ، وأما الاسمية فاختلف فى أصلها ؛ فمذهب سيبويه والفراء وابن كيسان وأكثر النحاة أنها أصل ، كما فى الفعل ، لكنها تقلب فى الوقف هاء ليكون فرقا بين التاءين : الاسمية ، والفعلية ، أو بين الاسمية التى للتأنيث كعفرية (١) والتى لغيره كما فى عفريت وعنكبوت ، وإنما قلبت هاء لأن فى الهاء همسا
__________________
يشحج شحيجا وشحاجا : أى صوت ، ويروى فى مكانه شامخ ، والأقمر : الأبيض ، والنهات : النهاق ، والنهيت والنهيق واحد ، و «بج» يريد : بى ، وينزى : يحرك ، و «وفرتج» يريد به وفرتى ، فأبدل الياء جيما ، والوفرة ـ بفتح فسكون ـ : الشعر إلى شحمة الأذن. والاستشهاد بالبيت على أنه قلب الياء الخفيفة جيما ، كما يظهر مما ذكرناه
قال سيبويه (ح ٢ ص ٢٨٨) ما نصه : «وأما ناس من بنى سعد فانهم يبدلول الجيم مكان الياء فى الوقف لأنها خفيفة فأبدلوا من موضعها أبين الحروف ، وذلك قولهم : هذا تميمج ، يريدون تميمى ، وهذا علج ، يريدون على ، وسمعت بعضهم يقول : عربانج ، يريد عربانى ، وحدثني من سمعهم يقولون :
خالى عويف وأبو علجّ |
|
المطعمان الشّحم بالعشجّ |
وبالغداة فلق البرنجّ |
يريد بالعشى والبرني ، فزعم أنهم أنشدوه هكذا» اه
(١) أنظر فى كلمة عفريت (ح ١ ص ١٥ ، ٢٥٦) وأنظر فى كلمة عفرية (ح ١ ص ٢٥٥ ه ٢)