سواء فى أفعى ، إلا أن قلب الهاء من الياء لا يطرد فى كل ياء كما اطرد قلب الياء من كل ألف عند طيىء فى الوقف ، والأغلب بعد قلب ياء هذى هاء تشبيه الهاء بهاء المذكر المكسور ما قبلها ، نحو بهى وغلامهى ، فتوصل بياء فى الوصل ، ويحذف الياء فى الوقف كما يجىء بعد ، ويجوز هذه بسكون الهاء ، وصلا ووقفا ، لكنه قليل ، ويبدل ناس من بنى تميم الجيم مكان الباء فى الوقف ، شديدة كانت الياء أو خفيفة ، لخفاء الياء كما ذكرنا ، وقرب الجيم منها فى المخرج مع ونه أظهر من الياء ، فيقول : تميمجّ وعلج [فى تميمى وعلى] وقوله :
٨٩ ـ خالى عويف وأبو علجّ |
|
المطعمان اللّحم بالعشجّ (١) |
وبالغداة فلق البرنجّ |
|
يقلع بالودّ وبالصّيصجّ |
من باب إجراء الوصل مجرى الوقف عند النحاة ، ويجىء الكلام عليه ، وأنشد أبو زيد فى الياء الخفيفة :
٩٠ ـ يا ربّ إن كنت قبلت حجّتج |
|
فلا يزال شاحج يأتيك بج |
* أقمر نهّات ينزّى وفرتج (٢) * |
__________________
(١) نسبوا هذه الأبيات لبدوى راجز ولم يعينوه ، وقوله «أبو علج» يريد أبو على ، و «بالعشج» يريد : بالعشى ، وفلق : جمع فلقة وهى القطعة ، ويروى فى مكانه «كتل» بضم الكاف وفتح التاء ، وهي جمع كتلة ، و «البرنج» يريد به البرني ، وهو نوع من أجود التمر ، والود : الوتد ، قلبت تاؤه دالا ثم أدغمت ، و «الصيصج» يريد به الصيصي ، وهو واحد الصياصى ، وهى قرون البقر. والاستشهاد بالبيت على أن بعض بنى سعد يبدلون الياء المشددة جيما
(٢) هذه أبيات ثلاثة من الرجز المشطور أنشدها أبو زيد فى نوادره ، وقوله «حجتج» أراد به حجتى ؛ فأبدل من ياء المتكلم الساكنة جيما ، والشاحج : المراد به البغل أو الحمار ، والشحيج الصوت ، تقول : شحج البغل والحمار والغراب