٨٨ ـ وقبيل من لكيز شاهد |
|
رهط مرجوم ورهط ابن المعلّ (١) |
قال : «وقلبها وقلب كلّ ألف همزة ضعيف»
أقول : يعنى قلب ألف المقصور وقلب غيرها من الألفات ، سواء كانت للتأنيث كحبلى ، أو للالحاق كمعزى ، أو لغيرهما نحو يضربها ، فان بعض العرب يقلبها همزة ، وذلك لأن مخرج الألف متسع ، وفيه المد البالغ ، فاذا وقفت عليه خليت سبيله ولم تضمه بشفة ولا لسان ولا حلق كضم غيره ، فيهوى الصوت إذا وجد متسعا حتى ينقطع آخره فى موضع الهمزة ، وإذا تفطنت وجدت ذلك كذلك ، فاذا وصلوا لم يمتد الألف إلى مخرج الهمزة ؛ لأنك تأخذ بعد الألف فى حرف آخر ، وفى الواو والياء أيضا مد ينتهى آخره إلى مخرج الهمزة ، قال الخليل :
ولذلك كتبوا نحو «ضربوا» بهمزة بعد الواو ، لكن مدهما أقل من مد الألف ، وقال الأخفش : زادوا الألف خطا فى نحو «كفروا» للفصل بين واو العطف وواو الجمع ، وقال غيرهما : بل ليفصلوا بين ضمير المفعول نحو «ضربوهم» وبين ضمير التأكيد نحو «ضربواهم» ثم طردوا فى الجميع ، وإن لم يكن هناك ضمير
قال : «وكذلك قلب ألف نحو حبلى همزة أو واوا أو ياء»
أقول : قوله «همزة» لم يكن محتاجا إليه مع قوله قبل «قلب كل ألف همزة»
__________________
(١) ينسب هذا البيت إلى لبيد بن ربيعة الصحابى المعروف ؛ يصف فيه مقاما فاخرت فيه قبائل ربيعة قبيلة من مضر ، وقوله «قبيل» مبتدأ ، و «من لكيز» صفته ، و «شاهد» خبره ، و «رهط مرجوم» وما عطف عليه بدل منه ، ومرجوم وابن المعل سيدان من سادات لكيز. والاستشهاد بالبيت فى قوله «وابن المعل» حيث أراد ابن المعلى ؛ فحذف الألف المقصورة فى الوقف ضرورة تشبيها للألف بما يحذف من الياءات فى الأسماء المنقوصة ، قال الأعلم : «وهذا من أقبح الضرورة ؛ لأن الألف لا تستثقل كما تستثقل الياء والواو وكذلك الفتحة ؛ لأنها من الألف»