ويجوز أن يخفف عند بنى تميم كما فى عنق ، وهو فى الجمع لثقله أولى ، وأفعلة في جمع فعل شاذ كأنحدة فى نجد ، وهو المكان المرتفع ، قال الجوهرى : هو جمع نجود جمع نجد ، جمع فعول على أفعلة تشبيها له بفعول بفتح الفاء فانه يجمع عليه كعمود وأعمدة ، وأما نحو الكليب والمعيز فهو عند سيبويه جمع ، وعند غيره اسم الجمع ، ففعيلّ فى فعل أقل من فعلة. وفعلة أقل من فعلان ، بالكسر ، وهو أقل من فعلان بالضم
وربما اقتصر فى فعل على أفعل وأفعال فى القلة والكثرة. كالأكفّ والأرآد (١)
واعلم أن جمع القلة ليس بأصل فى الجمع ، لأنه لا يذكر إلا حيث يراد بيان القلة ، ولا يستعمل لمجرد الجمعية والجنسية كما يستعمل له جمع الكثرة. يقال فلان حسن الثياب ، فى معنى حسن الثوب ، ولا يحسن حسن الأثواب ، وكم عندك من الثوب أو الثياب ، ولا يحسن من الأثواب ، وتقول : هو أنبل الفتيان ، ولا تقل أنبل الفتية ، مع قصد بيان الجنس
قال : «ونحو حمل (٢) على أحمال وحمول ، وجاء على قداح (٣) وأرجل
__________________
من المطر ، ويجمع على دهان مثل رجال ، ولم نقف فيما بين أيدينا من كتب اللغة على أنه يجمع على فعل كما قال المؤلف ، ولعل ما ذكر المؤلف أنه جمع ليس كما توهمه بل هو مفرد ، وأصله دهن مثل قفل فأتبعت عينه لفائه فصار بضمتين كعنق كما هو مذهب عيسى بن عمر فى نحو عسر ويسر.
(١) الأرآد : جمع رأد ، والرأد : الشابة الحسناء ، وهو أيضا رونق الضحى ، ويقال : هو ارتفاعه ، والرأد أيضا : أصل اللحى الناتىء تحت الأذن.
(٢) الحمل ـ بكسر أوله ـ ما حملته على عاتقك أو نحوه ، فاذا فتحت أوله فهو ما حملته الأنثى فى بطنها.
(٣) القداح : جمع قدح بكسر أوله وسكون ثانيه ، وهو السهم قبل أن يراش وينصل.