من وجوب رد الجموع فى النسب إلى آحادها ، سواء جعلت النون معتقب الإعراب ، أو لا
قوله «جاء قنّسرىّ» يعنى فى المنسوب إلى ما لم يجعل نونه معتقب الإعراب «وقنسرينى» [يعنى] فى المنسوب إلى المجعول نونه معتقب الإعراب.
واعلم أن علامة النسبة ياء مشددة فى آخر الاسم المنسوب إليه يصير بسببها الاسم المركب منها ومن المنسوب إليه شيئا واحدا منسوبا إلى المجرد عنها فيدل على ذات غير معينة موصوفة بصفة معينة وهى النسبة إلى المجرد عنها فيكون كسائر الصفات : من اسم الفاعل ، واسم المفعول ، والصفة المشبهة ، فإن كلا منها ذات غير معينة موصوفة بصفة معينة ، فيحتاج إلى موصوف يخصص تلك الذات ، إما هو أو متعلقه نحو : مررت برجل تميمى ، وبرجل مصرى حماره ، فيرفع فى الأول ضمير الموصوف وفى الثانى متعلقه ، مثل سائر الصفات المذكورة ، ولا يعمل فى المفعول به ، إذ هو بمعنى اللازم : أى منتسب أو منسوب ، ولعدم مشابهته للفعل لفظا لا يعمل إلا فى مخصّص تلك الذات المبهمة المدلول عليها إما ظاهرا كما فى «برجل مصرى حماره» أو مضمرا كما فى «برجل تميمى» ولا يعمل فى غيره إلا فى الظرف الذى يكفيه رائحة الفعل ، نحو «أنا قريشىّ أبدا» أو فى الحال (١) المشبه له ، كما
__________________
حذفت لامه وعوض عنها فى المفرد تاء التأنيث ولم يسمع له جمع تكسير على أحد أبنية جموع التكسير المعروفة ، وهذا النوع كما يعرب إعراب جمع المذكر السالم يعرب بالحركات الظاهرة على النون ، وقد ورد من ذلك قوله صلىاللهعليهوسلم دعاء على أهل مكة «اللهم اجعلها عليهم سنينا كسنين يوسف» وغرض المؤلف مما ذكر دفع ما يتوهم من أن نحو سنين كالجمع والمثنى المسمى بهما إذا أعربا بالحركات فين أن هذا النوع يرد إلى واحده فى كل حال
(١) نريد أن نبين لك أولا : أن قول المؤلف المشبه له ليس للاحتراز وإنما هو صفة كاشفة الغرض منها التعليل لعمل المنسوب فى الحال كعمله فى الظرف الذى يكفيه رائحة الفعل ، وثانيا : أن وجه الشبه بين الحال والظرف من ناحية أن معناهما