مضى فى بابه ، قال عمران بن حطّان :
٤٤ ـ يوما يمان إذا لاقيت ذا يمن |
|
وإن لقيت معدّيّا فعدنانى (١) |
__________________
واحد ، ألا ترى أن قولك جاء زيد راكبا مثل قولك جاء زيد وقت ركوبه ، ولهذا صح أن كل شىء دل على معنى الفعل يعمل فيهما فاسم الفاعل واسم المفعول وسائر الصفات وأسماء الأفعال والحروف المتشبهة للفعل ، كل ذلك يعمل فى الظرف والحال جميعا ، وثالثا : أنهما وإن تشابها فيما ذكرنا فان بينهما فرقا ، ألا ترى أن الحال لا يجوز أن تتقدم على عاملها المعنوى إذا كان ظرفا أو جارا ومجرورا على الصحيح والظرف يتقدم عليهما ، ومثال عمل المنسوب فى الحال أنت قرشى خطيبا وهو تميمى متفاخرا
(١) هذا البيت لعمران بن حطان السدوسى الخارجى وهو أحد المعدودين من رجالات الخوارج علما ومعرفة وحفظا وكان عبد الملك بن مروان قد أهدر دمه فطلبه عماله على الجهات فكان دائم النقلة وكان إذا نزل على قوم انتسب لهم نسبا قريبا من نسبهم ، والبيت من كلمة له يقولها لروح بن زنباع الجذامى وكان عمران قد نزل عليه ضيفا وستر عنه نفسه وانتسب له أزديا ، فلما انكشفت حاله ترك له رقعة مكتوبا فيها :
يا روح كم من أخى مثوى نزلت به |
|
قد ظنّ ظنّك من لخم وغسّان |
حتّى إذا خفته فارقت منزله |
|
من بعد ما قيل عمران بن حطّان |
قد كنت جارك حولا ما تروّعنى |
|
فيه روائع من إنس ومن جان |
حتّى أردت بى العظمى فأدركنى |
|
ما أدرك النّاس من خوف ابن مروان |