فجىء بهمزة الوصل ، ولا نظير له على ما قالوا ؛ إذ لا يحذف الفاء ويؤتى بهمزة الوصل ، والذى قالوا وإن كان أقرب من قول البصريين من حيث المعنى لأن الاسم بالعلامة أشبه ، لكن تصرفاته ـ من التصغير والتكسير كسمىّ وأسماء وغير ذلك كالسّمىّ على وزن الحليف ، ونحو قولهم تسميّت وسميت ـ تدفع ذلك ، إلا أن يقولوا : إنه قلب الاسم بأن جعل الفاء فى موضع اللام لما قصدوا تخفيفه بالحذف ؛ إذ موضع الحذف اللام ، ثم حذف نسيا ، ورد فى تصرفاته فى موضع اللام ؛ إذ حذف فى ذلك المكان
وأصل است سته ـ كجبل ـ بدليل أستاه ، ولا يجوز أن يكون كأقفال وأجذاع ؛ لقولهم فى النسب إلى است : ستهىّ ، وفيه ثلاث لغات : است.
وست ، وسه ، كما ذكرنا فى النسبة ، وأصل اثنان ثنيان (١) ـ كفتيان ـ لقولهم فى النسب إليه : ثنوى ، وكذا اثنتان ، كما مر فى باب النسب ، وقد ذكرنا ايمن الله والخلاف فيه فى شرح الكافية (٢)
قوله «فى كل مصدر بعد ألف فعله الماضى أربعة» احتراز من نحو أكرم ، فان بعد ألف فعله الماضى ثلاثة ؛ فالهمزة فى ماضيه وأمره ومصدره همزة قطع ، وإنما جاز تسكين أوائل الأفعال لما ذكرنا من قوة تصرفاتها ، فجوزوا تصريفها على الوجه المستبعد أيضا ، أعنى سكون الأوائل ، وخصوا ذلك بما ماضيه على أربعة أو أكثر دون الثلاثى ؛ لأن الخفة بالثقيل أولى ، وأما فى فاء الأمر من الثلاثى ، نحو اخرج ؛ فلكونه مأخوذا من المضارع الواجب تسكين فائه ؛ لئلا يجتمع أربع متحركات فى كلمة ، وإنما لم يسكن عينه لأنها لمعرفة الأوزان ، وأما اللام فللإعراب ، ولم يسكن حرف المضارعة ؛ لأنه
__________________
(١) انظر (ح ١ ص ٢٢١)
(٢) قد سبق أن نقلنا لك عبارته من شرح الكافية (انظر ص ٥٤ من هذا الجزء)