غير أن يكون اسم فاعل أو مبالغة فيه ، كما كان اسم الفاعل نحو غافر ، وبناء المبالغة فيه نحو غفّار ؛ بمعنى ذى كذا ، إلا أن فعّالا لما كان فى الأصل لمبالغة الفاعل ففعّال الذى بمعنى ذى كذا لا يجىء إلا فى صاحب شىء يزاول ذلك الشىء ويعالجه ويلازمه بوجه من الوجوه ، إما من جهة البيع كالبقّال (١) ، أو من جهة القيام بحاله كالجمال والبغال ، أو باستعماله كالسّيّاف ، أو غير ذلك ، وفاعل يكون لصاحب الشىء من غير مبالغة ، وكلاهما محمولان على اسم الفاعل وبناء مبالغته ، يقال لابن لصاحب اللبن ، ولبّان لمن يزاوله فى البيع أو غيره ، وقد يستعمل فى الشىء الواحد اللفظان جميعا كسيّاف وسائف ، وقد يستعمل أحدهما دون صاحبه كقوّاس (٢) وترّاس (٣) وفعّال فى المعنى المذكور أكثر استعمالا من فاعل ، وهما مع ذلك مسموعان ليسا بمطردين ، فلا يقال لصاحب البر : برّار ، ولا لصاحب الفاكهة : فكّاه ، قال النحاة : إنهما فى المعنى المذكور بمعنى النسبة ؛ لأن ذا الشىء منسوب إلى ذلك الشىء ، وأيضا جاء فعّال والمنسوب بالياء بمعنى واحد كبتى وبتّات لبائع البت ، وهو الكساء ،
ويعرف أنه ليس باسم فاعل ولا للمبالغة فيه : إما بأن لا يكون له فعل ولا مصدر كنابل وبغّال ، ومكان آهل : أى ذو أهل ، أو بأن يكون له فعل ومصدر لكنه إما بمعنى المفعول : كماء دافق وعيشة راضية ، وإما مؤنث مجرد عن التاء : كحائض
__________________
(١) لم نقف على كلمة بقال بمعنى بائع البقل فى اللسان ولا فى الصحاح ، وقد نص المجد فى القاموس (ب د ل ، ب ق ل) على أن البقال بمعنى بائع المأكولات عامية ، وصوابها بدال
(٢) القواس : الذى يبرى القوس ، وقد قالوا فيه «قياس» أيضا ، شذوذا
(٣) التراس : صاحب الترس ، وهى ما يتقى بها وقع السلاح ، وقد جاء عنهم فى هذا المعنى تارس ، فتمثيل المؤلف به لما جاء على وجه واحد غير مستقيم إذن.