أقول : اعلم أنك إذا نسبت إلى ما يدل على الجمع فان كان اللفظ جنسا كتمر وضرب أو اسم جمع كنفر ورهط (١) وإبل نسبت إلى لفظه نحو تمرى وإبلى ، سواء كان اسم الجمع مما جاء من لفظه ما يطلق على واحده كراكب (٢) فى ركب أو لم يجىء كغنم وإبل ، وكذا إن كان الاسم جمعا فى اللفظ والمعنى لكنه لم يستعمل واحده لا قياسيا ولا غير قياسى كعباديد (٣) ، تقول : عباد يدى ، قال سيبويه : كون النسب إليه على لفظه أقوى من أن أحدث شيئا لم يتكلم به العرب وإن كان قياسيا نحو عبدودى أو عبد يدى أو عبدادى ، وكذا قولهم أعرابى لأن أعرابا جمع لا واحد له من لفظه ، وأما العرب فليس بواحده الآن ، لأن الأعراب ساكنة البدو ، والعرب يقع على أهل البدو والحضر ، بل الظاهر أن الأعراب فى أصل اللغة كان جمعا لعرب ثم اختص
وإن كان الاسم جمعا له واحد لكنه غير قياسى ، قال أبو زيد : ينسب إلى لفظه كمحاسنىّ ومشابهىّ ومذاكيرىّ وبعضهم ينسبه إلى واحده الذى هو غير قياسى نحو حسنى وشبهى وذكرىّ
وإن كان جمعا له واحد قياسى نسبت إلى ذلك الواحد ، ككتابى فى كتب وأما قولهم ربّىّ وربابىّ فى رباب ، وهم خمس قبائل تحالفوا فصاروا يدا واحدة : ضبّة وثور وعكل وتيم وعدى ، واحدهم ربّة كقبّة وقباب ، والرّبّة
__________________
(١) النفر ما دون العشرة من الرجال ومثله النفير ، وقد يطلق على الناس كلهم ، والرهط ـ باسكان ثانيه أو فتحه ـ قوم الرجل وقبيلته ، ويطلق على الجماعة من ثلاثة إلى عشرة أو من سبعة إلى عشرة بشرط أن يكونوا كلهم رجالا
(٢) الركب : الجماعة الراكبون الابل من العشرة فصاعدا ، وله واحد من لفظه وهو راكب وسيأتى الخلاف فى ركب أهو جمع أو اسم جمع فى باب الجمع
(٣) عباديد : انظر (ح ١ ص ٢٦٨)