الفرقة من الناس ، فانما جاز النسب إلى لفظ الجمع أعنى ربابا لكونه بوزن الواحد لفظا ، ولغلبته من بين ما يصح وقوعه عليه لغة على جماعة معينين فصار كالعلم نحو مدائنى (١) وأما أبناوى فى النسب إلى أبناء ، وهم بنو سعد بن زيد مناة ، وأنصارى فى النسبة إلى الأنصار ؛ فللغلبة المذكورة ولمشابهة لفظ أفعال للمفرد حتى قال سيبويه إن لفظه مفرد ، ولقوة شبهه بالمفرد كثر وصف المفرد به نحو برمة أعشار (٢) ، وثوب أسمال (٣) ونطفة أمشاج (٤) ورجع ضمير المفرد المذكر إليه فى نحو قوله تعالى : (وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ) ولا منع أن يقال : إن الياء فى أنصارى وأبناوى وربابى للوحدة لا للنسبة كما فى رومى وروم وزنجى وزنج فلذا جاز إلحاقها بالجمع ، فلو قلت بعد مثلا : ثوب أنصارى وشيء ربابى أو أبناوى كان منسوبا إلى هذه المفردات بحذف ياء الوحدة كما ينسب إلى كرسى بحذف الياء فيكون لفظ المنسوب والمنسوب إليه واحدا
ولقائل أن يقول : ياء الوحدة أيضا فى الأصل للنسبة لأن معنى زنجى شخص منسوب إلى هذه الجماعة بكونه واحدا منهم ، فهو غير خارج عن حقيقة النسبة ، إلا أنه طرأ عليه معنى الوحدة ، فعلى هذا يكون العذر فى لحاق الياء بهذه الأسماء ما تقدم أولا ، وقالوا فى النسبة إلى أبناء فارس ، وهم الذين استصحبهم سيف بن
__________________
(١) مدائى : منسوب إلى المدائن وهى مدينة كسرى قرب بغداد ؛ سميت بذلك لكبرها
(٢) البرمة : قدر من حجارة ، ويقال : برمة أعشار وقدر أعشار وقدح أعشار ، ذا كانت عظيمة لا يحملها إلا عشرة ، وقيل : إذا كانت مكسرة على عشر قطع
(٣) يقال : ثوب أسمال ، ويقال : ثوب أخلاق ، إذا كان قد صار مزقا. قال الراجز
* جاء الشّتاء وقميصى أخلاق*
(٤) النطفة ـ بالضم ـ الماء الصافى قل أو كثر ، وأمشاج : مختلطة بماء المرأة ودمها