قليل ، وأما إذا كان مجرورة فيجىء حكمها بعيد ، فنقول : إنه أجاز بعضهم حذف ألف ما ، والوقف عليه بالهاء ، وإن لم يكن مجرورا ، كما فى حديث أبى ذؤيب : قدمت المدينة ولأهلها ضجيج بالبكاء كضجيج الحجيج أهلوا بالإحرام ، فقلت : مه ، فقيل : هلك رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وذلك لأنك إذا حذفت الألف منها شابهت الفعل المحذوف آخره جزما أو وقفا ، نحو ره واغزه وليرمه ، فيلحق بها هاء السكت بعد حذف الألف ، والأولى أن يوقف عليها بالألف التى كانت لها ، أعنى على ما الاستفهامية غير المجرورة ، ومذهب الزمخشرى أن الهاء بدل من الألف ، وحملها على المجرورة فى نحو : مثل مه ومجىء مه ، أولى ، أعنى جعله هاء السكت جىء بها بعد حذف الألف كالعوض منه
قال : «وإلحاق هاء السّكت لازم فى نحو ره وقه ومجىء مه ومثل مه [فى مجىء م جئت ، ومثل م أنت](١) ، وجائز فى مثل لم يخشه ولم يغزه ولم يرمه وغلاميه [وعلى مه](٢) وحتّامه وإلامه ممّا حركته غير إعرابيّة ولا مشبّهة بها ، كالماضى وباب يا زيد ولا رجل ، وفى نحو ههناه وهؤلاه»
أقول : قد ذكرنا أحكام هاء السكت فى آخر شرح الكافية ، ونذكر ههنا ما ينحل به لفظه
قوله «فى نحو ره وقه» أى : فيما بقى بالحذف على حرف واحد ، ولم يكن كجزء مما قبله ، لا يلزم الهاء إلا ههنا ، وإنما لزم فيه لأن الوقف لا يكون إلا على ساكن أو شبهه ، والابتداء لا يكون إلا بمتحرك ، فلا بد من حرف بعد الابتداء يوقف عليه ، فجىء بالهاء لسهولة السكوت عليه ، و «مه» فى قولك «مثل مه» [و «مجىء مه» مثل](٣) ره وقه من وجه ؛ لأن الكلمة
__________________
(١) هذه العبارة ساقطة من جميع النسخ المطبوعة