التى قبل ما مستقلة لكونها اسما ، بخلاف الجار فى حتّام ، وليس مثلهما من وجه آخر ، وذلك لأن المضاف إليه كالجزء من المضاف ، لكن سقوط الألف بلا علة ظاهرة ألزمه التعويض بهاء السكت ، ألا ترى أنه لم يلزم مع الكاف والياء فى نحو غلامى وغلامك وإن كانا أيضا على حرف ، لما لم يحذف منهما شىء ، وأما علامه وإلامه وحتّامه فما فيها أشد اتصالا بما قبلها منها بالمضاف فى نحو مثل مه ؛ لأن ما قبلها حروف ، فلا تستقل بوجه ، فيجوز لك الوقف عليها بالهاء كما ذكر ، وبسكون الميم أيضا ؛ لكون علام مثلا كغلام ، قال :
٩٣ ـ يا أبا الأسود لم خلّيتنى |
|
لهموم طارقات وذكر (١) |
فأجرى الوصل مجرى الوقف ، وبعض العرب لا يحذف الألف من «ما» الاستفهامية المجرورة ، كقوله :
٩٤ ـ على ما قام يشتمنى لئيم |
|
كخنزير تمرّغ فى رماد (٢) |
__________________
(١) هذا بيت من بحر الرمل لا نعرف له قائلا ، ولا وقفنا له على سابق ولا لاحق ، والطارقات : جمع طارقة ، وهي مؤنث طارق ، وهو الذي يأتى ليلا ، والذكر ـ بكسر الذال وفتح الكاف ـ : جمع ذكرة ، والمعروف ذكرى بألف التأنيث ، تقول : ذكرته بلسانى وبقلبى ذكرا وذكرى ـ بكسر فسكون فيهما ، والاستشهاد بالبيت على أنه قال «لم» بالسكون فى حال الوصل إجراء له مجرى الوقف
(٢) هذا البيت لحسان بن ثابت الأنصارى رضياللهعنه يقوله فى رفيع بن صيفى بن عابد وكان قد قتل يوم بدر كافرا ، وبعد البيت قوله
فلم أنفكّ أهجو عابديّا |
|
طوال الدّهر ما نادى المنادى |
وقد سارت قواف باقيات |
|
تناشدها الرّواة بكلّ وادى |
فقبّح عابد وبنى أبيه |
|
فإنّ معادهم شرّ المعاد |
وبيت الشاهد يروي على غير الوجه الذي أنشده المؤلف وغيره من النحاة ، ففى الديوان (ص ٥٥ طبع ليدن)