فهذا لا يقول «علامه» وقفا ، بل يقف بالألف التى كانت فى الوصل ، والأولى حذف ألف «ما» الاستفهامية المجرورة ، لما ذكرنا فى الموصولات
وكل ما لحقه هاء السكت على سبيل الجواز فان كان محذوفا منه شىء نحو لم يخش ولم يغز ولم يرم وعلام وإلام وحتّام فالهاء به أولى منها بما لحقته ولم يحذف منه شىء ، نحو غلاميه وضربتكه وإنّه ، وهى بما حذف منه حرفان نحو إن تع أعه أولى منها بما حذف منه حرف نحو اخشه واغزه ، وأما ما صار بالحذف إلى حرف واحد فالهاء له لازم إن لم يتصل بما قبله اتصالا تاما كما اتصل فى علام وإلام وفيم ، وذلك نحو ره وقه ومثل مه ومجىء مه ، على ما مر ، وإن لم يحذف منه شىء فانه بما قبل آخره ساكن نحو إنّه وليته وكيفه أولى منه بما قبل آخره متحرك ، نحو هوه وهيه وغلاميه وضربتكه ؛ لأنك إن لم تلحقه فى القسم الأول سكنت المتحرك الأخير فيلتقى ساكنان ، وعدم التقائهما أولى ، وإن كان ذلك مغتفرا فى الوقف.
قوله «لم يخشه ولم يرمه ولم يغزه» أمثلة المحذوف اللام
وحكى أبو الخطاب عن ناس من العرب : ادعه واغزه من دعوت وغزوت ، كأنهم سكنوا العين المتحركة بعد حذف اللام للوقف ، توهما منهم أنهم لم يحذفوا شيئا للوقف كما قلنا فى «لم أبله» فى الجزم ، قال :
٩٥ ـ قالت سليمى اشتر لنا دقيقا (١)
__________________
ففيم تقول : يشتمنى لئيم |
|
كخنزير تمرّغ فى رماد؟ |
وعلى هذه الرواية لا شاهد فى البيت. والاستشهاد بما رواه المؤلف على أن من العرب من يثبت ألف «ما» الاستفهامية المجرورة غير مبال بالالباس ، وقد قريء قوله تعالى (عَمَّ يَتَساءَلُونَ) بالألف. قال ابن جنى : وإثبات الألف أضعف اللغتتين
(١) وهذا بيت من الرجز المشطور ينسب للعذافر الكندى ، وبعده قوله :
* وهات خبز البرّ أو سويقا*