وقال الآخر فى الجزم :
٩٦ ـ ومن يتّق فإنّ الله معه* |
|
ورزق الله مؤتاب وغاد (١) |
ثم ألحقوا هاء السكت ، لكون العين فى تقدير الحركة ، ثم كسروا أول الساكنين (٢) كما هو حقه على ما ذكرنا فى «لم أبله»
قوله «حتّامه وإلامه» مثال للمحذوف الآخر ، لا للجزم
__________________
والاستشهاد بالبيت فى قوله «اشتر» حيث سكن الراء وهى عين الفعل وكان حقها الكسر ، وكأن الراجز توهم أنها لام الفعل فسكنها كما يسكن باء اضرب ، ومفردات البيت ومعناه لا تحتاج إلى شرح
(١) لم نقف لهذا البيت على نسبة إلى قائل ، وقد أنشده صاحب الصحاح (أوب) و (وق ي) وقد ذكرناه فيما مضى (انظر ص ٢٤٠ من هذا الجزء).
والمؤتاب : اسم فاعل من ائتاب ، افتعل ، من الأوب ، وتقول : آب يؤوب أوبا ؛ إذا رجع ، والغادى : اسم فاعل من غدا يغدو إذا جاء فى الغداة ، يريد أن تقوى الله تسهل للانسان رزقه وتيسر عليه أسبابه ، والاستشهاد بالبيت فى قوله «ومن يتق» حيث سكن القاف وهي عين الفعل ، وسلط الجازم عليها ، وقياسها الكسر على ما مر فى البيت السابق
(٢) وهذا مخالف لما ذكره سيبويه فى الكتاب ؛ إذ قال (ج ٢ ص ٢٧٨) : «وزعم أبو الخطاب أن ناسا من العرب يقولون : ادعه ، من دعوت ، فيكسرون العين كأنها لما كانت فى موضع الجزم توهموا أنها ساكنه ؛ إذ كانت آخر شيء فى الكلمة فى موضع الجزم ، فكسروا حيث كانت الدال ساكنة ، لأنه لا يلتقى ساكنان ، كما قالوا : رد يا فتي ، وهذه لغة رديئة وإنما هو غلط كما قال زهير :
بدا لى أنّى لست مدرك ما مضى |
|
ولا سابق شيئا إذا كان جائيا» اه |
فكلام سيبويه يقتضى ان كسر العين من «ادعه» لالتقائها ساكنة مع الدال وكلام الرضي يقتضى أن كسر العين لالتقائها ساكنة مع هاء السكت ، فعلى كلام سيبويه لا يحتاج عند إلحاق هاء السكت إلى ملاحظة أن العين فى تقدير الحركة ، وعلى كلام الرضي يحتاج إلى ذلك ؛ لأن هاء السكت لا تلحق إلا المتحرك