واسم فى الأصل سمو أو سمو كحبر وقفل ؛ بدليل قولهم سم أيضا من غير همزة وصل ، قال :
٧٨ ـ * باسم الّذى فى كلّ سورة سمه* (١)
وروى غير سيبويه اسم ـ بضم همزة الوصل ـ وهو مشتق من سما ؛ لأنه يسمو بمسماه ويشهره ، ولو لا الاسم لكان خاملا ، وقال الكوفيون : أصله وسم ؛ لكون الاسم كالعلامة على المسمى ؛ فحذف الفاء وبقى العين ساكنا
__________________
بالواو وبالياء ، إذ يقول : «والفتى : الشاب والسخى الكريم ، وهما فتيان ، وفتوان ، الجمع فتيان وفتوة وفتووفتى (كدلى)» اه
وبهذا تعلم أن قول من قال : إن البنوة لا تصلح دليلا على أن لام ابن واو محتجا بالفتوة ؛ ليس بشىء ، كما أن قول الرضى «وأما الفتوة فى الفتى فعلى غير القياس» غير سديد أيضا ، ولعل منشأه ظنهم أن العرب لم تقل فى تثنية الفتى إلا فتيان
(١) هذا البيت من الرجز المشطور ، وقد نسبه أبو زيد فى نوادره إلى رجل من كلب ، وأورد قبله بيتين هما :
* أرسل فيها بازلا يقرّمه* |
|
فهو بها ينحو طريقا يعلمه* |
والضمير فى «أرسل» يعود إلى الراعى ، والضمير من «فيها» يعود إلى الابل ، والبازل : البعير الذي انشق نابه ، وذلك إذا كان فى السنة التاسعة. ومعنى يقرمه : يمنعه عن الاستعمال ليتقوى للفحلة : أى الضراب ، والضمير فى «فهو» يعود إلى البازل ، وفى «بها» يعود إلى الابل ، ومعنى ينحو : يقصد ، والجار فى قوله «باسم» من بيت الشاهد يتعلق بأرسل ، والمعنى أرسل هذا الراعى باسم الله الذي يذكر اسمه فى كل سورة هذا الفحل فى هذه الابل للضراب فهو يقصد فى ضرابها الطريق التي تعودها. والاستشهاد بالبيت على أنه قد جاء فى اسم سم من غير همزة وصل ، وقد رويت كلمة «سمه» فى هذا البيت بضم السين وكسرها كما ذكره ابن الانبارى فى كتابه «الانصاف فى مسائل الخلاف»