أقول : قيل : سأل تلميذ شيخه عن حروف الزيادة فقال : سألتمونيها ؛ فظن أنه لم يجبه إحالة على ما أجابهم به قبل هذا ؛ فقال : ما سألتك إلا هذه النوبة ؛ فقال الشيخ : اليوم تنساه ؛ فقال : والله لا أنساه ؛ فقال : قد أجبتك يا أحمق مرتين
وقيل : إن المبرد سأل المازنى عنها فأنشد المازنى :
هويت السّمان فشيّبننى |
|
وقد كنت قدما هويت السّمانا |
فقال : أنا أسألك عن حروف الزيادة وأنت تنشدنى الشعر ؛ فقال : قد أجبتك مرتين ، وقد جمع ابن خروف منها نيفّا وعشرين تركيبا محكيا وغير محكى ، قال : وأحسنها لفظا ومعنى قوله
سألت الحروف الزّائدات عن اسمها |
|
فقالت ولم تبخل : أمان وتسهيل |
وقيل : هم يتساءلون ، وما سألت يهون ، والتمسن هواى ، وسألتم هوانى ، وغير ذلك
قوله «أى التى لا تكون الزيادة الخ» يعنى ليس معنى كونها حروف الزيادة أنها لا تكون إلا زائدة ؛ إذ ما منها حرف إلا ويكون أصلا فى كثير من المواضع ؛ بل المعنى أنه إذا زيد حرف على الكلمة لا يكون ذلك المزيد إلا من هذه الحروف ، إلا أن يكون المزيد تضعيفا ، سواء كان التضعيف للإلحاق أو لغيره كقردد (١) ، وعبّر ، فإن الدال والباء ليستا منها ، فالحرف المضعف به ـ مع زيادته ـ يكون من جميع حروف الهجاء : من حروف الزيادة كعلّم وجمّع ، ومن غيرها كقطّع وسرّح ، وقد يكون ذلك التضعيف الزائد للالحاق كقردد (٢) وجلبب ، ولغيره كعلّم ، والذى للالحاق لا للتضعيف لا يكون إلا من حروف
__________________
(١) أنظر (ح ١ ص ١٣)