قال : «فإن لمّ يكن مدّة حرّك ، نحو اذهب اذهب ولم أبله وألم الله واخشوا الله واخشى الله ، ومن ثمّ قيل اخشونّ واخشينّ لأنّه كالمنفصل»
أقول : اعلم أن أول الساكنين إن لم يكن مدة وجب تحريكه ، إلا إذا أدّى تحريكه إلى نقض الغرض كما فى لم يلده وانطلق ، كما يجىء ، وإنما وجب تحريك الأول من دون هذا المانع لأن سكونه كما ذكرنا هو المانع
__________________
القعب : قدح مقعر من خشب ، والوليد : الصبى ؛ يريد أن جوف حافرها واسع. والوظيف : مقدم الساق ، وهو من الحيوان ما فوق الرسغ إلى الساق. وعجر : غليظ ، والثنن : جمع ثنة (كعرفة) ، وهي الشعرات التى فى مؤخر رسغ الدابة ، ويفين : أصله يفئن ، وتزبئر : تنتفش ، والمتنتان : تثنية متنة ، وهي بمعنى المتن ؛ وأراد جانبى ظهرها. وخظاتا : اكتنزتا وارتفعتا ، وقوله «كما أكب على ساعديه النمر» قال ثعلب : أى فى صلابة ساعد النمر إذا اعتمد على يديه ، فكأنه قال لها جانبا ظهر مكتنزان شديدان. والاستشهاد بالبيت فى قوله «خظاتا» وهو فعل ماض أصله خظي ـ كرمي ـ ومعناه اكتنز ، فأذا ألحقت به تاء التأنيث قلت خظت كما تقول رمت ، فان جئت بألف المثنى مع تاء التأنيث فالقياس أن تقول : خظتا ، كما تقول : رمتا ، كما قال المؤلف ، ولكن هذا الشاعر أعاد الألف التى هى لام الفعل نظرا إلى تحرك التاء ، ولم يبال بعراقة التاء فى السكون ، وهذا تخريج جماعة من العلماء منهم الكسائي ، وذهب الفراء إلى أن خظاتا مثنى خظاة ، حذفت نون الرفع كما حذفت فى نحو قول الراجز :
* يا حبّذا عينا سليمى والفما*
أراد «والفمان» ، وكما حذفت فى قول الشاعر :
لنا أعنز لبن ثلاث فبعضها |
|
لأولادها ثنتا وما بيننا عنز |
أراد «ثنتان» ؛ وذهب أبو العباس المبرد إلى أن النون حذفت للاضافة ، وعنده أن خظاتا مضاف إلى «كما أكب على ساعديه النمر» وهو كلام لا معنى له ؛ إذ لا يمكن تخريجه على وجه صحيح