هاء لكونها مفيدة معنى التأنيث كإفادتها معنى الجمع ، فيشبه بتاء المفرد ، حكى قطرب «كيف البنون والبناه» والأكثر أن لا تقلب هاء ؛ لأنها لم تتخلص للتأنيث ، بل فيها معنى الجمعية ، فلا تقلب هاء ، وأما تاء نحو «أخت» فلا خلاف فى أنها يوقف عليها تاء ؛ لأنها وإن كان فيها رائحة التأنيث لاختصاص هذا البدل بالمؤنث إلا أنها من حيث اللفظ مخالفة لتاء التأنيث ؛ لسكون ما قبلها ، وبكونها كلام الكلمة بسبب كونها بدلا منها ، بخلاف تاء الجمع ؛ فإن ما قبلها ألف ، فكأن ما قبلها مفتوح كتاء المفرد ، وليست بدلا من اللام ، بل هى زائدة محضة كتاء المفرد ، فلهذا جوز بعضهم إجراءها مجراها
قوله «وعرقات (١) إن فتحت تاؤه فى النصب فبالهاء» لأنه يكون مفردا كما ذكرنا فى شرح الكافية ، ويكون ملحقا بدرهم كمعزى ، وإن كسرت تاؤه فى النصب دل على أنه جمع عرق ؛ إذ قد يؤنث جمع المذكر بالألف والتاء مع مجىء التكسير فيه : أى العروق ، كما قيل البوانات مع البون فى البوان ، على ما مر فى شرح الكافية فى باب الجمع ؛ فالأولى الوقف عليه بالتاء كما فى مسلمات
__________________
(١) قال المؤلف فى شرح الكافية (ح ٢ ص ١٧٥): «وجاء فى بعض اللغات فيما لم يرد المحذوف فيه فتح التاء حالة النصب ، قالوا : سمعت لغاتهم ، وجاء فى الشاذ (انفروا ثباتا) ولعل ذلك لأجل توهمهم تاء الجمع عوضا من اللام ، كالتاء فى الواحد ، وكالواو والنون فى «كرون» و «ثبون» وقال أبو على : بل هو تاء الواحد ، والألف قبلها اللام المردودة ؛ فمعنى سمعت لغاتهم : أى لغتهم ، قال : وذلك لأن سيبويه قال : إن تاء الجمع لا تفتح فى موضع ، وفيما قال نظر ، إذ المعنى فى سمعت لغاتهم ، وقوله (انفروا ثباتا) الجمع ، وحكي الكوفيون فى غير محذوف اللام : استأصل الله عرقاتهم ـ بفتح التاء ، وكسرها أشهر ؛ فاما أن يقال : إنه مفرد والألف للالحاق بدرهم ، أو يقال : إنه جمع فتح تاؤه شاذا ؛ فالعرق إذن كالبوان مذكر له جمع مكسر ، وهو العروق ، جمع بالألف والتاء مثله» اه