حكى صاحب كتاب العين «تأمّهت فلانة» : أى اتخذتها أمّا ، والمشهور : تأمّمتها بالميم ، أشار المصنف بقوله «أجيب بجواز أصالتها» إلى أن أصل الأم يجوز أن يكون أمّهة فحذف الهاء التى هى لام وقدر تاء التأنيث ، كما فى قدر ونار ، ولا يتمشى مثل هذا العذر فى لفظ الأمومة ، إذ هو فعولة بلا خلاف ، ولا يجوز أن يكون فعوعة ؛ بحذف الهاء التى هى لام ، والأصل أمومهة ؛ إذ فعوعلة غير موجود ؛ فهذا الجواب منه غير تام ؛ بلى قوله «أو هما أصلان» جواب آخر أقرب من الأول مع بعده ؛ لأن نحو دمث ودمثر ولؤلؤ ولاءّل من الشاذ النادر ، والمتنازع فيه لا يحمل على الشاذ ؛ فالأولى القول بزيادة الهاء فى الأمهة والأمهات ، والدّمث والدّمثر : المكان اللين ذو الرمل وعين ثرّة وثرثارة : أى كثيرة الماء ، وعند الكوفيين الثاء الثانية فى «ثرثارة» زيادة ، كما قلنا فى زلزل وصرصر ودمدم ؛ فثرة وثرثارة على قولهم من أصل واحد
قوله «ويلزمه نحو أهراق» ليس هاهنا شىء آخر حتى يقول المصنف نحو أهراق
اعلم أن اللغة المشهورة أراق يريق ، وفيها لغتان أخريان : هراق بإبدال الهمزة هاء ، يهريق ـ بابقاء الهاء مفتوحة ؛ لأن الأصل يؤريق : حذفت الهمزة لاجتماع الهمزتين فى الحكاية عن النفس ؛ فلما أبدلت الهمزة هاء لم يجتمع الهمزتان ؛ فقلت : يهريق مهريق مهراق ، والمصدر هراقة ؛ هرق ، لا تهرق ،
__________________
وقوله «موطأ البيت» ـ وما بعده ، صفات لسيد ؛ فهى مجرورة وقوله «عقار» مبالغة فى عاقر ، من العقر ، وهو ضرب قوائم الابل بالسيف ، والرباع ـ بكسر الراء ـ : جمع ربع ـ بضم ففتح ـ وهو ما يولد من الابل فى الربيع ، يريد أن المرثى لا يقول إلا فعل ، ولا يعد إلا وفى ، وأنه كريم ينحر أطايب الابل واحدة بعد أخرى. والاستشهاد بالبيت فى قوله «أمهات» حيث استعمله فى البهائم على خلاف الغالب فى الاستعمال