البدل على أربعة أقسام :
الأول : بدل الكل من الكل (١) ، وهو البدل المطابق للمبدل منه المساوى له فى المعنى ، نحو «مررت بأخيك زيد ، وزره خالدا».
الثانى : بدل البعض من الكل (٢) ، نحو «أكلت الرغيف ثلثه ، وقبّله اليد».
الثالث : بدل الاشتمال ، وهو الدّالّ على معنى فى متبوعه ، نحو «أعجبنى زيد علمه ، واعرفه حقّه».
الرابع : البدل المباين للمبدل منه ، وهو المراد بقوله «أو كمعطوف ببل» وهو على قسمين ؛ أحدهما : ما يقصد متبوعه كما يقصد هو ، ويسمى بدل الإضراب وبدل البداء (٣) ، نحو «أكلت خبزا لحما» قصدت أولا الإخبار بأنك أكلت خبزا ، ثم بدالك أنك تخبر أنك أكلت لحما أيضا ، وهو المراد بقوله : «وذا للاضراب اعز إن قصدا صحب» أى : البدل الذى هو كمعطوف ببل انسبه للاضراب إن قصد متبوعه كما يقصد هو ، الثانى : ما لا يقصد متبوعه ، بل يكون المقصود البدل فقط ، وإنما غلط المتكلم ، فذكر المبدل منه ، ويسمى بدل الغلط والنسيان ، نحو «رأيت رجلا حمارا» أردت أنك تخبر أولا أنك رأيت حمارا ، فغلطت بذكر الرجل ، وهو المراد بقوله : «ودون قصد غلط به سلب» أى : إذا لم يكن المبدل منه مقصودا فيسمى البدل بدل الغلط ؛ لأنه مزيل الغلط الذى سبق ، وهو ذكر غير المقصود.
وقوله : «خذ نبلا مدى» يصلح أن يكون مثالا لكل من القسمين ؛
__________________
(١) نص كثير من اللغويين والنحويين على أن اقتران كل وبعض بأل خطأ.
(٢) البداء ـ بفتح الباء بزنة السحاب ـ ظهور الصواب بعد خفائه.