..............................................................
__________________
اللغة : «تبايع» تدين للسلطان بالطاعة ، وتدخل فيما دخل فيه الناس.
المعنى : يقول لمخاطبه : إنى ألزم نفسى عهدا أن أحملك على الدخول فيما دخل فيه الناس من الخضوع للسلطان والانقياد لطاعته ؛ فإما التزمت ذلك طائعا مختارا ، وإما أن ألجئك إليه ، وأكرهك عليه ، يبغض إليه الخلاف ، والخروج عن الجماعة ، ويزين له الوفاق ومشاركة الناس.
الإعراب : «إن» حرف توكيد ونصب «على» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر إن مقدم على اسمه «الله» اسم إن تأخر عن خبره «أن» حرف مصدرى ونصب «تبايعا» فعل مضارع منصوب بأن ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت ، والألف للاطلاق ، و «أن» المصدرية وما دخلت عليه فى تأويل مصدر يقع مفعولا لأجله ، ويجوز أن يكون المصدر المنسبك من أن المصدرية ومدخولها هو اسم إن ، وحينئذ فلفظ الجلالة منصوب بنزع الخافض ، وهو حرف القسم ، وتكون جملة القسم لا محل لها من الإعراب معترضة بين خبر إن واسمها ، وتقدير الكلام : إن مبايعتك كائنة على والله «تؤخذ» فعل مضارع مبنى للمجهول بدل من تبايع «كرها» مفعول مطلق ، أو حال على التأويل بكاره «أو» عاطفة «تجىء» فعل مضارع معطوف على تؤخذ ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «طائعا» حال من الضمير المستتر فى تجىء.
الشاهد فيه : قوله «أن تبايعا تؤخذ» فإنه أبدل الفعل ـ وهو قوله «تؤخذ» ـ من الفعل ـ وهو قوله «أن تبايعا» ـ بدل اشتمال.
واعلم أن الدليل على أن البدل ـ فى هذا الشاهد ، وفى الآية الكريمة التى تلاها الشارح ـ هو الفعل وحده ، وليس هو الجملة المكونة من الفعل وفاعله ـ الدليل على ذلك هو أنك ترى الإعراب الذى اقتضاه العامل فى الفعل الأول ـ وهو المبدل منه ـ موجودا بنفسه فى الفعل الثانى الذى نذكر أنه البدل ، ألا ترى أن «تؤخذ» فى هذا الشاهد منصوب كما أن «تبايع» منصوب ، وأن «يضاعف» فى الآية الكريمة مجزوم كما أن «يلق» مجزوم ، والله سبحانه أعلى وأعلم ، وأعز وأكرم ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.