لو يسمعون كما سمعت كلامها |
|
خرّوا لعزّة ركّعا وسجودا |
أى : لو سمعوا.
ولا بدّ للو هذه من جواب ، وجوابها : إما فعل ماض ، أو مضارع منفى بلم.
وإذا كان جوابها مثبتا ، فالأكثر اقترانه باللام ، نحو : «لو قام زيد لقام عمرو» ويجوز حذفها ؛ فتقول : «لو قام زيد قام عمرو».
وإن كان منفيا بلم لم تصحبها اللام ؛ فتقول : «لو قام زيد لم يقم عمرو».
وإن نفى بما فالأكثر تجرّده من اللام ، نحو : «لو قام زيد ما قام عمرو» ، ويجوز اقترانه بها ، نحو : «لو قام زيد لما قام عمرو» (١).
* * *
__________________
جواب لو لا محل لها من الإعراب ، وجملتا الشرط والجواب فى محل رفع خبر المبتدأ الذى هو رهبان مدين «لعزة» جار ومجرور متعلق بقوله «خروا» السابق «ركعا» حال من الواو فى خروا «وسجودا» معطوف على قوله ركعا.
الشاهد فيه : قوله «لو يسمعون» حيث وقع الفعل المضارع بعد «لو» فصرفت معناه إلى المضى ؛ فهو فى معنى قولك «لو سمعوا».
(١) اعلم أن كثيرا من النحاة ينكرون «لو» المصدرية ، ويقولون لا تكون لو إلا شرطية ، فإن ذكر جوابها فالأمر ظاهر ، وإن لم يذكر جوابها ـ كما فى الأمثلة التى تدعى فيها المصدرية ـ فالجواب محذوف ، والذين أثبتوها قالوا : إنها توافق أن المصدرية : فى المعنى ، وفى سبك الفعل بعدها بمصدر ، وفى بقاء الماضى على مضيه وتخليص المضارع للاستقبال ، وتفارقها فى العمل ، فإن لو لا تنصب ، ولا بد لهما من أن يطلبهما عامل ، فيكون كل منهما مع مدخوله فاعلا نحو «يعجبنى أن تقوم ، وما كان ضرك لو مننت» ومفعولا به ، نحو «أحب أن تقوم ، ويود أحدهم لو يعمر» وخبر مبتدأ نحو «الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه» ونحو قول الأعشى :
وربّما فات قوما جلّ أمرهم |
|
من التّأنّى وكان الحزم لو عجلوا |
وتقع «أن» مع مدخولها مبتدأ نحو «وأن تصوموا خير لكم».