المعنى ، نحو «قطعت بعض أصابعه» فصحّ تأنيث «بعض» لإضافته إلى أصابع وهو مؤنث ؛ لصحة الاستغناء بأصابع عنه ؛ فتقول : «قطعت أصابعه» ومنه قوله :
(٢٢٣) ـ
مشين كما اهتزّت رماح تسفّهت |
|
أعاليها مرّ الرّياح النّواسم |
فأنّث المرّ لإضافته إلى الرياح ، وجاز ذلك لصحة الاستغناء عن المرّ بالرياح ، نحو «تسفّهت الرّياح».
وربما كان المضاف مؤنثا فاكتسب التذكير من المذكر المضاف إليه ، بالشرط
__________________
٢٢٣ ـ هذا البيت لذى الرمة غيلان بن عقبة.
اللغة : «اهتزت» مالت ، واضطربت «تسفهت» من قولهم : تسفهت الرياح الغصون ؛ إذا أمالتها وحركتها «النواسم» جمع ناسمة ، وهى الرياح اللينة أول هبوبها ، وأراد من الرماح الأغصان.
المعنى : يقول : إن هؤلاء النسوة قد مشين فى اهتزاز وتمايل ، فهن يحاكين رماحا ـ أى غصونا ـ مرت بها ريح فأمالتها.
الإعراب : «مشين» فعل وفاعل «كما» الكاف جارة ، وما : مصدرية «اهتزت» اهتز : فعل ماض ، والتاء للتأنيث «رماح» فاعل اهتزت ، و «ما» المصدرية وما دخلت عليه فى تأويل مصدر مجرور بالكاف ، والجار والمجرور متعلق بمحذوف صفة لموصوف محذوف ، أى : مشين مشيا كائنا كاهتزاز ـ إلخ «تسفهت» تسفه : فعل ماض ، والتاء للتأنيث «أعاليها» أعالى : مفعول به لتسفه ، وأعالى مضاف وها : مضاف إليه «مر» فاعل تسفهت ، ومر مضاف ، و «الرياح» مضاف إليه «النواسم» صفة للرياح.
الشاهد فيه : قوله «تسفهت ... مر الرياح» حيث أنث الفعل بتاء التأنيث مع أن فاعله مذكر ـ وهو قوله مر ـ والذى جلب له ذلك إنما هو المضاف إليه ، وهو الرياح.