وغير ما أسلفته مقرّرا |
|
على الّذى ينقل منه اقتصرا (١) |
أى : ما جاء من المنسوب مخالفا لما سبق تقريره فهو من شواذّ النسب ، يحفظ ولا يقاس عليه ، كقولهم فى النسب إلى البصرة : «بصرى (٢)» ، وإلى الدّهر : «دهرى (٣)» وإلى مرو «مروزى».
__________________
المحل بحركة حرف الجر الزائد «ولكنى» لكن : حرف استدراك ونصب ، وياء المتكلم اسمه «نهر» خبر لكن «لا» نافية «أدلج» فعل مضارع ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا «الليل» منصوب على الظرفية الزمانية بأدلج «ولكن» حرف استدراك «أبتكر» فعل مضارع ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا.
الشاهد فيه : قوله «نهر» حيث بناه على فعل ـ بفتح فكسر ـ وهو يريد النسب ، فكأنه قال : ولكنى نهارى ، كما قال : لست بليلى ، قال سيبويه : «وقالوا نهر ، وإنما يريدون نهارى ، ويجعلونه بمنزلة عمل وطعم وفيه معنى ذلك» ا ه.
(١) «وغير» مبتدأ ، وغير مضاف و «ما» اسم موصول : مضاف إليه ، مبنى على السكون فى محل جر «أسلفته» أسلف : فعل ماض ، وتاء المتكلم فاعله ، والهاء مفعوله ، والجملة لا محل لها صلة الموصول «مقررا» حال من الهاء فى أسلفته «على الذى» جار ومجرور متعلق بقوله «اقتصر» الآتى فى آخر البيت «ينقل» فعل مضارع مبنى للمجهول «منه» جار ومجرور متعلق بينقل ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى الذى ، والجملة لا محل صلة الذى «اقتصر» فعل ماض مبنى للمجهول ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى غير الواقع مبتدأ ، والجملة من اقتصر ونائب فاعله فى محل رفع خبر المبتدأ.
(٢) المشهور فى «البصرة» فتح الباء ، وقد ورد فى لفظ النسب إليها «بصرى» بكسر الباء ، فعلى هذين يكون لفظ النسب شاذا ، وقد ورد فى «البصرة» كسر الباء وضمها أيضا ، وورد فى لفظ النسب فتح الباء ، فإذا لاحظت ما ورد فى لفظ المنسوب إليه من الفتح أولا ، ولاحظت ما ورد فى المنسوب من الفتح لم يكن شاذا ، ولم يرد فى المنسوب ضم الباء مع ثبوته لغة فى المنسوب إليه ، وكأنهم تركوه لئلا يلتبس بالنسب إلى بصرى بزنة حبلى ، إذا نسب إليه بحذف الألف ؛ فإنك تعلم أن النسب إلى نظيره يجوز فيه حذف الألف ، كما يجوز قلبها واوا ، فيقال «بصروى».
(٣) الدهرى ـ بضم الدال ، والقياس فتح الدال ـ هو الشيخ الفانى.