كذا ذكر المصنف ، ويفهم من كلام سيبويه أن ذلك غير شاذ فى «لبّى» ، و «سعدى».
ومذهب سيبويه أن «لبّيك» وما ذكر بعده مثنّى ، وأنه منصوب على المصدرية بفعل محذوف ، وأن تثنيته المقصود بها التكثير ؛ فهو على هذا ملحق بالمثنى ، كقوله تعالى : (ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ) أى : كرّات ، فـ «كرّتين» : ليس المراد به مرتين فقط ؛ لقوله تعالى : (يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ) أى : مزدجرا وهو كليل ، ولا ينقلب البصر مزدجرا كليلا من كرتين فقط ؛ فتعين أن يكون المراد بـ «كرّتين» التكثير ، لا اثنين فقط ، وكذلك «لبّيك» معناه إقامة بعد إقامة كما تقدم ؛ فليس المراد الاثنين فقط ، وكذا باقى أخواته ، على ما تقدم فى تفسيرها.
ومذهب يونس أنه ليس بمثنى ، وأن أصله لبّى ، وأنه مقصور ، قلبت ألفه ياء مع المضمر ، كما قلبت ألف «لدى ، وعلى» مع الضمير ، فى «لديه» ، و «عليه».
وردّ عليه سيبويه بأنه لو كان الأمر كما ذكر لم تنقلب ألفه مع الظاهر ياء ،
__________________
الفاء عاطفة ، لبى : فعل ماض ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى مسور ، والجملة معطوفة على جملة «دعوت مسورا» وقوله «فلبى يدى مسور» الفاء للتعليل ، ولبى : مصدر منصوب على المفعولية المطلقة بفعل محذوف ، وهو مضاف ويدى مضاف إليه ، ويدى مضاف ، و «مسور» مضاف إليه.
الشاهد فيه : قوله «فلبى يدى مسور» حيث أضاف «لبى» إلى اسم ظاهر ، وهو قوله «يدى» شذوذا ، وفيه دليل على أن «لبيك» مثنى كما ذهب إليه سيبويه ، وليس مفردا مقصورا كالفتى كما ذهب إليه يونس بن حبيب ، وقد بينا ذلك فى شرح الشاهد السابق ، وبينه الشارح.