لما كان مفعال غير مشبه للفعل استحقّ التصحيح كمسواك ، وحمل أيضا مفعل عليه ؛ لمشابهته له فى المعنى ، فصحح كما صحح مفعال كمقول ومقوال (١).
وأشار بقوله «وألف الإفعال واستفعال أزل ـ إلى آخره» إلى أن المصدر إذا كان على وزن إفعال أو استفعال ، وكان معتلّ العين ، فإن ألفه تحذف لا لبقائها ساكنة مع الألف المبدلة من عين المصدر ، وذلك نحو إقامة واستقامة ، وأصله إقوام واستقوام ، فنقلت حركة العين إلى الفاء ، وقلبت الواو ألفا لمجانسة الفتحة قبلها ، فالتقى الفان ، فحذفت الثانية منهما ، ثم عوّض منها تاء التأنيث ، فصار إقامة واستقامة ، وقد تحذف هذه التاء كقولهم : أجاب إجابا ، ومنه قوله تعالى : (وَأَقامَ الصَّلاةَ)(٢).
__________________
(١) اعلم أولا أن وزن المفعال أصل فى تصحيح ما عينه واو أو ياء مفتوحان وقبلهما ساكن صحيح ؛ لأنه لم يشبه الفعل لا فى الزيادة ولا فى الزنة ، ولأنه لو نقلت حركة الحرف المعتل فيه إلى الساكن الصحيح قبله لم يجز قلب الواو والياء ألفا فيه ؛ لوجود ألف بعدها.
ثم اعلم أن العلماء يختلفون فى مفعل ـ بغير ألف ـ فمنهم من يقول : حمل على مفعال ؛ لأنه أشبهه فى اللفظ والمعنى ، أما مشابهته لفظا فلأنه لا فرق بينهما لفظا إلا بزيادة الألف وهى إشباع للفتحة ، وأما مشابهته معنى ؛ فإن كل واحد منهما يأتى اسم آلة كمخيط ومخياط ، ويأتى صيغة مبالغة كمقول ومقوال ، وهذا هو الذى ذكره الشارح ، ومن العلماء من يقول : إن مفعلا هو نفس مفعال غاية ما فى الباب أن الألف حذفت منه.
(٢) وقد ورد تصحيح إفعال واستفعال وفروعهما فى ألفاظ ، منها قولهم : أعول إعوالا ، وأغيمت السماء إغياما ، واستحوذ عليه استحواذا ، وأغيلت المرأة ولدها إغيالا ، واستغيل الصى استغيالا ، وأسود الرجل إسوادا ، إذا ولد له السادة أو السود ، وذلك كله شاذ عن القياس عند النحاة.